شهدت مستشفيات العاصمة الاقتصادية وضع صحي متأزم خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب القفزة الهائلة في أعداد المصابين بفيروس “سارس كوف-2″، لا سيما الحالات الحرجة والصعبة التي ترقدُ في أقسام العناية المركزة، ما أثر بالسلب على جودة الخدمات المقدمة للمرضى بالدار البيضاء.

وقد تزايدت شكاوى “البيضاويين” بخصوص “تردّي” الخدمات الصحية في مستشفيات القطب المالي للمملكة، حيث تعجّ المنصات الافتراضية التفاعلية بكثير من الأشرطة المُصورة و”التَّدوينات” التي تنتقد الوضع العام “المقلق” خلال الأيام الماضية، داعية إلى معالجة الإشكالات القائمة بالمؤسسات الاستشفائية.

ويعد رضوان، عشريني، أحد المواطنين المغاربة الذين خرجوا إلى العلن من أجل كشف “اختلالات” المنظومة الصحية في الدار البيضاء رغم تطمينات الهيئات الرسمية، بعدما فقَد والده الذي أصيب بفيروس “كورونا” المستجد، مؤكدا أن الطاقة الاستيعابية للمرافق الصحية غير كافية للأعداد الكبيرة التي تتدفق عليها كل يوم.

وقال رضوان، في تصريح له، إن الفيروس تسلّل إلى منزل عائلته، فأصيب إخوته، لكنهم شفوا منه بعد أسبوعين من اتباع البروتوكول الصحي المنزلي، بينما جرى نقل والديه إلى المشفى قصد تلقّي العلاج، مضيفا: “تخلص جسم أمي من الوباء بعد فترة، غير أنها عادت إلينا في حالة يرثى لها”.

وأوضح هذا المواطن البيضاوي أن والدَه استمر في متابعة العلاج بالمؤسسة الاستشفائية الكائنة في الحي الحسني، حيث وجد صعوبات في متابعة حصص غسيل الكلى، موردا: “كان يُخبر أسرتي بأنه يبقى جائعاً ساعات طويلة بسبب تأخر موعد الوجبات الغذائية، بينما يُفترض أن يتناول المريض كميات مهمة من البروتينات التي تساعده للتغلب على الفيروس”.

وشدد على أن والدَه توفي بعد أيامٍ قليلة بسبب ما يعتبره “إهمالاً”، مبرزا أن “الأطر الصحية قليلة في المستشفيات، وتشتغل طيلة اليوم دون انقطاع، وذلك في ظل ضعف التجهيزات الطبية المتوفرة”، مطالباً الجهات المسؤولة بـ”تفقد الأوضاع المزرية في مشافي البيضاء”.

وأضاف عن التجربة الأليمة التي عاشها عمّه مع “كوفيد-19″، حيث نُقل بدوره إلى مصحة خاصة لتلقي العلاج، لكنه تفاجأ بـ”مطالبة الأسرة بأداء مبلغ 40 ألف درهم على الفور”، على حد تعبيره، مردفا: “طالبتْنا الموظفة العاملة في المصحة بتسليمها شيكا يخص أحد أفراد الأسرة، وليس المريض، ما جعلنا نضطر لنقله إلى مستشفى الحي الحسني”.