أغلقت جبهة البوليساريو معبر الكركرات بشكل كلي في خطوة شكلت إستفزاز للجانب المغربي، إذ أكدت الجبهة أن إغلاق المعبر “قرار نهائي لن تتراجع عنه”، مشيرة إلى أن نشطاءها بالمنطقة “باتوا يتحركون بكل أريحية وصولاً إلى شواطئ المحيط الأطلسي”.

وعبّرت جبهة البوليساريو عن تخوفها من التحركات العسكرية المغربية بالقرب من معبر الكركرات والجدار الأمني العازل، وقالت إن “المغرب أرسل، في الأيام الأخيرة، إلى منطقة بالقرب من الكركرات تعزيزات عسكرية وجرافات، لإقامة الأحزمة الرملية؛ ما يهدد المنطقة بالانفجار في أي لحظة، والعودة إلى المربع الأول، أي استئناف الحرب من جديد”، بتعبيرها.

وشدد عبد الله لحبيب البلال، رئيس لجنة الدفاع والأمن بجبهة البوليساريو ، في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، على أن معبر الكركرات “مغلق بصفة نهائية وتامة والمعتصمون صامدون في أماكنهم”، كما ذكر أن قوات الجبهة المسلحة “ستتدخل لحماية الصحراويين المدنيين في حالة تمشيط الجيش المغربي للمنطقة”.

ويأتي تلويح البوليساريو باستئناف الحرب من جديد بعد تأكيد مصادر موريتانية على أن جيش نواكشوط انتشر في المنطقة المتاخمة للحدود مع الصحراء المغربية تحسبا لأي طارئ، بعد إقدام البوليساريو على إغلاق معبر الكركارات الحدودي.

وأوضحت المصادر ذاتها أن الجيش الموريتاني دفع بعدد من وحداته إلى منطقة “بولنوار”، المتاخمة للكركارات بعدما توقعت نواكشوط تدخل القوات المسلحة الملكية بسبب إغلاق المعبر، وبهدف تأمين الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا.

وفي إتصال مع وزير الخارجية الموريتاني، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تخوفه من وقوع حرب بسبب الكركرات..
هذا وكشفت الوكالة الموريتانية للأنباء أن الإتصال الهاتفي تناول الأوضاع المتوترة في شريط الكركرات قرب الحدود الشمالية لموريتانيا وأن الطرفان تحدثا عن خطورة الوضع القائم والتخوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف لا تحمد عقباها..

وأضاف المصدر نفسه أن وزير الخارجية الموريتاني ذكر غوتيريس بالدور الريادي الذي يتوقعه الجميع من الأمم المتحدة في التوصل إلى حلحلة هذا الوضع في أسرع وقت.
وأضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة أطلع الوزير الموريتاني على كل الإتصالات التي يجريها منذ يومين من أجل تجنب أي تفاقم للوضع على الميدان ولكنه لم يخف مخاوفه مما وصل إليه الوضع الميداني من خطورة.
وأن الأمين العام طلب من وزير الخارجية أن تلعب موريتانيا دورها الإيجابي والمعترف به من كل الأطراف من أجل حلحلة هذه الازمة..
وتضيف ذات الوكالة أن الوزير الموريتاني أكد أن هذه الجهود قائمة بكثافة منذ ايام.

هذا ولم تعلن الحكومة الموريتانية عن موقف رسمي من استفزازات البوليساريو بالمعبر الحدودي حتى الآن.

ولليوم الثاني على التوالي، سمح نشطاء جبهة البوليساريو المعتصمون بمعبر الكركرات لموريتانيين بالعبور إلى بلادهم، في خطوة تهدف إلى استمالة الموقف الموريتاني بعد تضرر اقتصاد نواكشوط وارتفاع أسعار الخضروات بشكل كبير جراء إغلاق المعبر لحوالي 20 يوماً.

وكان الملك محمد السادس قد وجّه، في خطاب الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، رسائل واضحة بخصوص إغلاق جبهة البوليساريو لمعبر الكركرات الحدودي، إذ أكد رفض المملكة “القاطع للممارسات المرفوضة؛ لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”، مشددا على أن المغرب “سيظل، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية”.