نوه المجلس الوطني للصحافة بمدى الالتزام والنضج الذي أبان عنه الجسم الصحفي والإعلامي بالمملكة خلال تغطيته لجائحة فيروس كورونا، مسجلا في الوقت ذاته بعض الخروقات “المعزولة” لميثاق أخلاقيات المهنة في هذه التغطية.

وأوضح المجلس الوطني للصحافة في تقرير مرحلي حمل عنوان “كوفيد 19- رصد أخلاقيات مهنة الصحافة”، أنه سجل طيلة فترة حالة الطوارئ الصحية المعمول بها بالممكلة لتفادي تفشي فيروس كورونا “العمل المهني الإيجابي الذي تقوم به الصحافة والإعلام بالمغرب إزاء جائحة فيروس كورونا، ومدى الالتزام والنضج الذي أبان عنه المهنيون”، وذلك رغم الخروقات “التي تبقى على العموم معزولة واستثناء”، بالنظر لحجم انخراط الصحافة المغربية وتغطياتها لكل ما يتعلق بالوباء.

وأكد المجلس في تقريره أن “الممارسة الإعلامية في ظرف استثنائي مثل هذا الذي نعيشه تتطلب منا جهدا خاصا وحذرا مضاعفا، لأن أي انزلاقات أو تجاوزات يمكن أن تكون لها انعكاسات على الأفراد والجماعات وعلى أمن وسلامة المجتمع”، مشيرا إلى أن لجنة أخلاقيات المهنة بالمجلس قررت رصد خروقات ميثاق أخلاقيات المهنة الصادر بالجريدة الرسمية في 29 يوليوز 2019، وذلك “من أجل تنبيه الزميلات و الزملاء لتفادي السلوكات غير الأخلاقية، خاصة في مثل هذه الظرفية”.

وتتعلق الخروقات المهنية التي رصدها التقرير، أساسا، بالتضليل والسطو على المواد الصحفية لمنابر أخرى، وعدم احترام الخصوصية والحق في الصورة والمعطيات الشخصية والتمييز وخرق مبدإ احترام الكرامة الإنسانية وحماية القاصرين في البحث عن الحقيقة ومعالجة الخبر ومصادره.

وأوصى المجلس في تقريره بضرورة الالتزام بأحكام ميثاق أخلاقيات الصحافة، الذي يتضمن كل القواعد والمبادئ المهنية والأخلاقية التي ينبغي أن تؤطر السلوك اليومي في العمل الصحافي، والتي يجب استحضارها في معالجة ومتابعة تطورات انتشار الوباء، لتجنب الأخطاء المحتملة.

من جهة أخرى، أشاد التقرير بمبادرات التي انخرطت فيها عدد من المنابر للتحقق من صدقية الأخبار المتعلقة بالجائحة، وتوثيق مصادرها وتصحيحها عند الاقتضاء، داعيا إلى مأسسة وتعزيز دور مثل هذه المبادرات داخل المنشآت الإعلامية.

كما دعا إلى العمل على تعزيز التوعية والتحسيس بالقواعد المهنية والأخلاقية لترسيخ القيم والسلوكات الفضلى لدى صانعي الرأي العام، نظرا للهفوات والتجاوزات التي ما زالت تتكرر في العمل اليومي للصحفيين، بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف غالبيتهم.