قال البنك الدولي إن المغرب حقّق على مدى العقدين الماضيين تقدماً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً بفضل الاستثمارات العمومية الضخمة والإصلاحات الهيكلية، لكن اقتصاده اليوم “يُواجه أعمق ركود اقتصادي متوقع منذ عام 1995”.

وذكر البنك الدولي، في التقرير نصف السنوي “المرصد الاقتصادي للمغرب” الصادر الأسبوع الجاري، أنه من المتوقع أن يتأثر الاقتصاد المغربي بشكل مُضاعَف بالصدمات الاقتصادية المحلية والخارجية.

وتفيد توقعات المؤسسة المالية الدولية بأن الناتج المحلي الإجمالي سينكمش بقيمته الحقيقية بنسبة 4 في المائة خلال السنة الجارية، وهو تباين حاد مقارنةً بنسبة 3.6 في المائة المتوقعة قبل تفشي الجائحة.

وبحسب التقرير، “يواجه سوق الشغل في المغرب صدمةً ذات أبعاد تاريخية، من خلال تأثر الأُجراء ولا سيما العاملين في القطاع غير الرسمي، ومواجهة الشركات لاضطرابات في سلاسل القيمة بسبب الإغلاق المؤقت وتباطؤ الطلب العالمي”.

وقد أدت الآثار السلبية للأزمة إلى خسائر واسعة النطاق في الوظائف والدخل، وخاصة في القطاع غير الرسمي حيث فقد 66 في المائة من العمال وظائفهم، فيما مكّنت المساعدة الحكومية، المُقدَّمة في إطار صندوق تدبير جائحة كورونا، من تخفيف بشكل جُزئي فقدان الوظائف لـ19 بالمائة من الأسر.

وعلى الرغم من انخفاض واردات المغرب، من المتوقع أن يتّسع عجز الحساب الجاري لميزان الأداءات إلى 8.4 في المائة سنة 2020، مما يعكس انخفاضاً حاداً في عائدات الصادرات والسياحة والتحويلات المالية للجالية المغربية من الخارج.

وعلى الصعيد المالي، ستكون المداخيل، باستثناء تلك التي تمّ جمعها عبر الصندوق الخاص بجائحة كورونا، أقل ممّا كان متوقعاً سابقاً في 2020 و2021، بينما من المتوقع أن ترتفع النفقات في 2020 نتيجة الإنفاق الإضافي على قطاعات الصحة والحماية الاجتماعية وغيرها من سياسات الاستجابة لتداعيات الجائحة.

وكنتيجة لهذا الوضع، من المتوقع، حسب التقرير، أن يتسع العجز المالي الإجمالي إلى 7.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2020، أي بزيادة ما يقرب 4 نقاط مئوية عما كان متوقعاً قبل تفشي الجائحة، كما يتوقع أن يرتفع الدين العام والخارجي على حد سواء، لكنه سيبقى مستداماً.