تبادلت أذربيجان وأرمينيا جثث الجنود الذين قضوا في الاشتباكات التي جرت حول مدينة شوشه بإقليم ناغورني قره باغ الأسبوع الماضي.

وأفادت وزارة الدفاع الأذرية في بيان اليوم السبت بأن الجنود الروس الموجودين في الإقليم، أعادوا جثث الجنود الأرمن الباقية في ساحة المعركة إلى أرمينيا، بينما “تسلمت أذربيجان 6 جثث لشهدائها الذين سقطوا في المعارك”.

وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعادت أذربيجان جثث 30 عسكريا أرمينيا إلى بلادهم، ممن قتلوا خلال الاشتباكات بين البلدين.

بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية اكتمال نشر 12 نقطة مراقبة لقوات حفظ السلام الروسية في قره باغ.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن “الشرطة العسكرية الروسية تبدأ تسيير دوريات في المناطق الشمالية والجنوبية من إقليم قره باغ”.

والاثنين الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في قره باغ، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتهما الحالية.

كما ينص الاتفاق على استعادة أذربيجان السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا، خلال مدة زمنية محددة، وهي كالبجار في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأغدام في 20 من الشهر نفسه، ولاتشين في 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن المباحثات مع الوفد الروسي حول تأسيس مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ، ستستمر السبت في أنقرة لليوم الثاني على التوالي.

وأضافت الوزارة في بيان أن الاحتلال الأرميني لقره باغ انتهى باتفاق وقف إطلاق النار، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأردفت أن تركيا وروسيا توصلتا لاتفاق في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، لتأسيس مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في قره باغ، لافتة أن المباحثات بين البلدين مستمرة لتحديد شكل المركز.

وأكدت على ضرورة التزام أرمينيا بتطبيق شروط الاتفاق، وانسحابها من بقية الأراضي الأذرية المحتلة، مشيرة إلى أنها تتابع الوضع في قره باغ عن كثب، ولن تسمح بتقديم أية تنازلات، معربة عن استعدادها لتقديم شتى أنواع الدعم لأذربيجان عند اللزوم.

ميدانيا، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن سكانا من الأرمن في القرى التي من المقرر أن تستعيد أذربيجان السيطرة عليها الأحد في ناغورني قره باغ، أشعلوا النيران في منازلهم السبت قبل رحيلهم إلى أرمينيا.

وقال جندي من قرية شارختار في منطقة كالبجار التي ستسلم إلى باكو “إنه اليوم الأخير لنا هنا، غدا سيأتي الجنود الأذريون”.

وقال صاحب أحد المنازل بتجهّم وهو يرمي ألواحا خشبية مشتعلة وخرقا مبللة بالوقود في محاولة لإضرام النار في أرضية غرفة الجلوس في منزله الفارغ، “هذا منزلي، لا يمكنني تركه للأتراك”، كما يسمي الأرمن الأذريين.

والجمعة أضرمت النيران في عشرات المنازل على الأقل في القرية نفسها والمناطق المحيطة بها.

وفي باكو، قال حكمت حجييف مساعد الرئيس الأذري إن “بلاده ستدعو منظمات الأمم المتحدة المعنية لتقييم وإحصاء أضرار الهجمات الأرمينية على إقليم قره باغ ومحيطه”.

وأضاف أن الحكومة الأذرية ستمنح منزلا جديدا لكل عائلة أذرية فقدت منزلها خلال التصعيد الأخير في الإقليم ومحيطه.

وتتهم السلطات الأذرية القوات الأرمينية بالتسبب في مقتل 93 مدنيا وجرح 410 أشخاص وتدمير نحو 3500 منزل ومبنى في مختلف المناطق الأذرية.

من جهته، طالب أرايك هاروتيونيان رئيس إقليم قره باغ غيرِ المعترف به دوليا، سكان الإقليم ممن لجؤوا إلى داخل أرمينيا، بالعودة إلى المدن التي بقيت تحت سيطرة أرمينيا، بعد الاتفاق الذي وُقع بينها وبين أذربيجان.

وقال هاروتيونيان إنه “سيتم توفير مساكن لمن فقدوا منازلهم، كما سيتم العمل على حل مشاكلهم سواء فيما يخص العمل أو إصلاح شبكات الكهرباء والاتصال”.