شهدت الرسالة الملكية، التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة، المنعقد اليوم الأربعاء بالعاصمة الرباط، التشديد على كون إشكاليات البيئة والتنمية المستدامة أضحت تشكل أحد الرهانات الكبرى التي تواجه العالم.

الملك أوضح في ذات الرسالة التي تلاها وزير الثقافة والاتصال السيد “محمد الأعرج”، أن الدراسات والأبحاث الدولية أظهرت استنزافا غير مسبوق للثروات الطبيعية، مما يسبب ارتفاعا مهولا في نسبة التلوث، واختلالا عميقا للتوازن البيئي على الصعيد العالمي.

وشدد الملك على كون التصدي لهذه المشاكل لا يمكن أن يتم إلا في إطار تعاون وطيد بين الدول، خصوصاً  أنه “ليس بمقدور أي دولة بمفردها، مهما بلغت إمكاناتها، مواجهة هذه المشاكل”.

و بحسب جلالته، فإن مؤتمر الرباط م”يشكل فرصة من أجل تقييم الجهود المبذولة في هذا المجال، وتنسيق التعاون والشراكة بين كل الفاعلين، بما يمكن من تحقيق الأهداف المتوخاة، بما يعود بالنفع على مستقبل بلداننا وشعوبنا كافة”.

إلى ذلك يعد  المغرب أحد أبرز الدول المنخرطة في مسلسل التعبئة الجماعية لمواجهة التحديات المناخية، عبر إنتهاج سياسة إرادية للحفاظ على البيئة، تقوم على تجنيد الطاقات وتكريس الجهود لفائدة تنمية مستدامة تجعل من البيئة ركيزة أساسية؛ وذلك من خلال إدماج البعد البيئي في مختلف الإستراتيجيات القطاعية والمخططات التنموية.

و تتميز النسخة الثامن من المؤتمر هذه السنة بمشاركة واسعة لوزراء البيئة في الدول الأعضاء بالمنظمة، وكذلك بحضور عدد كبير من رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، وفي مقدمتهم صاحبة السمو الملكي الأميرة “سمية بنت الحسن”، رئيسة الجمعية العلمية الملكية بالمملكة الأردنية الهاشمية.

حيث يعرض قرير حول جهود منظمة “الإيسيسكو” في مجال البيئة والتنمية المستدامة، بين الدورتين السابعة والثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، وتقرير التقدم المحرز في مشروع إنشاء “الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة”.