عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء، جلسته الثانية ضمن الدورة  السنوية حول الصحراء، التي تختتم نهاية شهر أبريل الجاري، وخصصت الجلسة لتطورات الوضع القائم في المنطقة، بعد وصول التوتر بين المغرب و البوليساريو الى التهديد بالعمل المسلح، إثر تحرك الجبهة في المنطقة العازلة الذي اعتبره المغرب انتهاكا لوقف اطلاق النار.

يأتي ذلك في وقت قاد فيه رئيس بعثة المينورسو، “ستيوارت كولن”، تحركات دبلوماسية مكثفة قبل تقديم تقريره لـ”غوتيريس”، حيث التقى الجمعة الماضية، سفير الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة “فالدي ألميدا”، الذي أكد، في تغريدة على تويتر عقب اللقاء، على أهمية التركيز على البحث عن تسوية سياسية للنزاع. وذلك في أعقاب لقاءين منفصلين عقدهما بشكل منفصل بداية الشهر الجاري مع مسؤولين في جبهة البوليساريو، ووزير الخارجية المغربي “ناصر بوريطة”، حرصاً من الأمين العام للأمم المتحدة على خروج مجلس الأمن بقرار صارم في ظل التطورات الحالية.

حري بالذكر أن المغرب أكد في رسالة للأمم المتحدة أن الجبهة تحاول إقامة مقرات لمؤسساتها العسكرية والادارية في المنطقة العازلة، تلك التي تتواجد حالياً في تندوف جنوبي الجزائر، وهو أمر رفضته الرباط ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه الجبهة، وإلا سيتحمل المغرب مسؤوليتها.

هذا و شهدت أروقة مجلس الأمن  طوال ليل الاثنين و نهار أمس الثلاثاء، مواجهة حامية قبيل تقديم مشروع القرار المتعلق بالوضع في الصحراء، والذي من شأنه أن يساهم في إبعاد شبح الحرب، الذي خيّم على المنطقة في الأسابيع الماضية.

وقبل صياغة النسخة النهائية للقرار الأممي حول الصحراء، والتداول بشأنه من قبل أعضاء مجلس الأمن تحاول مجموعة من البلدان الداعمة للبوليساريو، أن تدفع بمقترحات مناهضة للمغرب، كما فعلت أمريكا قبل سنوات عندما قدمت مقترحا يروم توسيع مهام المينورسو لتشمل حقوق الإنسان.

من جهة أخرى وفي ظل هذا التوتر يبدأ التمرين المشترك المغربي- الأمريكي «الأسد الإفريقي 2018» من 16 إلى 29 نيسان/ أبريل 2018 في منطقة أغادير وذلك تحت القيادة والمراقبة العملياتية للقيادة العامة المغربية للمنطقة الجنوبية التي تشمل منطقة الصحراء المتنازع عليها.

وأوضح أن هذا التمرين الـ15 سيشمل تدريبات أرضية وجوية ومحمولة جواً ومحاكاة تكتيكية، مضيفا أنه سيتضمن كذلك تكوينا في أنشطة القيادة وتدريبات حول عمليات مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة.