يبدو أنّ إدارة الرئيس “دونالد ترامب”، لم تعد مقتنعةً تماماً بدور بعثات السلام الأممية حول العالم، فمنذ أن قررت مطلع العام 2018  خفض مساهمة “واشنطن” في تمويل البعثة الأممية إلى الصحراء “المينورسو” بـ10 ملايين دولار، أي من 18.4 مليون دولار إلى 8.4 ملايين دولار (أكثر من النصف)، لتحدث الموازنة العامة الأمريكية حينها ارتباكاً لا تزال البعثة تعيش على وقعه إلى الآن.

مسار جديد تنهجه “واشنطن”، يفهم في سياق تصريحات مستشار “ترامب” لشؤون الأمن القومي ” جون بولتون”، الذي لم يخف آراء بلاده بشأن مستقبل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، من حيث تدارسها لقرار وقف تمويلها، معتبراً أن “بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي طال أمدها، لم تنجح في تحقيق الأهداف المتوخاة منها”.

تصريحات “بولتون” تحمل إشارة غير مباشرة إلى البعثة، التي يبلغ عمرها أزيد من 15 سنة، “المينورسو” أصبحت إذن على المحك في أعقاب انعقادِ المائدة المستديرة التي دعا إليها الممثل الشخصي للأمين العام المعني بالصحراء.

إتجاه بلا شك، يعاكس جهود المبعوث الأممي الجديد “هورست كولر” الساعي لإعادة الدينامية للبعثة، تمهيداً لاستمرار تطبيق وقف إطلاق النار بشكل يسمح للمحادثات الأممية بالاستمرار ضمن خلفية مستقرة، الولايات المتحدة اليوم تبحث بحسب “بولتون” عن  إرادة سياسية قوية لمجلس الأمن من أجل لإيجاد مقاربة مبتكرة لتعبيد الطريق والتوصّل إلى حل نهائي، لكن بطريقة “لي الذراع”.

إلى ذلك، تأتي المناورة الأمريكية الجديدة، بعد انتهاء محادثات “جنيف”، التي رعتها الأمم المتحدة بشأن الصحراء، دون إحراز تقدّم، ما عدا الاتفاق على الاجتماع آخر جديد مطلع 2019.