قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington post) إن محاولة الرئيس دونالد ترامب تشويه نزاهة الانتخابات الأميركية واستخدام إجراءات قانونية لمنع استكمال فرز الأصوات في بعض الولايات أثارت مخاوف حتى بين مساعديه من أنه سيرفض التنازل عن السلطة وسيعمل جاهدا لتقويض نقلها بعد إعلان فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وذكر مقربون من ترامب في جلسات خاصة أنه من غير المرجح أن يتنازل الرئيس رسميا ويقر بخسارته تحت أي ظرف من الظروف بالطرق التقليدية المتعارف عليها، أي من خلال خطاب للتنازل أو عبر مكالمة هاتفية مع بايدن.

وعلى الرغم من أن مساعدين لترامب أشاروا إلى أنهم يأملون في إقناعه بالالتزام العلني بعملية الانتقال السلمي للسلطة فإن خبراء حذروا من أنه قد يعمد إلى إفشال التعاون مع فريق بايدن من أجل ضمان انتقال سلس لإدارة الحكومة الفدرالية في يوم التنصيب المقرر في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وقد غرد ترامب قبل وقت قصير من إعلان كبرى وسائل الإعلام الأميركية بايدن فائزا قائلا “لقد فزت بهذه الانتخابات.. وبفارق كبير”.

وقال مؤرخ شؤون الرئاسة الأميركية دوغلاس برينكلي إن “ترامب يتصرف مثل دكتاتور بائس فقد السلطة للتو ويرفض قبول النتائج، إنه لأمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة”.

وذكرت الصحيفة أن ترامب أمضى شهورا وهو يطعن في شرعية التصويت عبر البريد، معتبرا أنه مدعاة للتزوير، ثم استشهد في الساعات الأولى بعد انتخابات يوم الثلاثاء الماضي زورا بتعداد الأصوات الجاري في كل من ولايتي بنسلفانيا وأريزونا -اللتين فاز بهما في انتخابات 2016- وولاية جورجيا كدليل على أنه كان على حق.

لكن المسؤولين الحكوميين في هذه الولايات الثلاث أكدوا -بحسب واشنطن بوست- أنه لا دليل على حدوث عملية تزوير واسعة تؤثر على عملية التصويت والفرز، وأنهم يحققون بجدية في أي مزاعم فردية بحدوث مخالفات.

وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير أن التنسيق الانتقالي مع فريق بايدن جار منذ شهور كما يقتضي القانون الفدرالي، مشيرا إلى أن فريق بايدن الانتقالي حصل بالفعل على 10 آلاف قدم مربع من المساحات المكتبية في وزارة التجارة.

وصرح دير بأن “ترامب سيقبل بنتائج انتخابات حرة ونزيهة، إدارة ترامب تتبع جميع المتطلبات القانونية”، لكن وحتى منتصف نهار يوم السبت لم يرد ما يشير إلى اعتراف ترامب أو البيت الأبيض بفوز بايدن.

وكان بايدن ومساعدوه قد كثفوا تحذيراتهم بأنهم لن ينتظروا ترامب لقبول الهزيمة.

وفي تصريحات أدلى بها بايدن في وقت متأخر أول أمس الجمعة طلب من الشعب الأميركي “التحلي بالصبر” أثناء فرز الأصوات، مؤكدا أنه في طريقه للفوز.

وأضاف “بينما ننتظر النتائج النهائية أريد أن يعرف الناس أننا لن ننتظر أن ينجز العمل وسنبدأ العمل”، مشيرا إلى أنه التقى هو ومرشحته لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس في اليوم السابق مع خبراء الصحة، لمناقشة ملف فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 236 ألف أميركي.

كما كانت تعليقات أندرو بيتس المتحدث باسم حملة بايدن أكثر قوة في هذا الإطار، حيث قال -ردا على تقارير تفيد بأن ترامب سيرفض التنازل إن “الشعب الأميركي سيقرر مصير هذه الانتخابات، وحكومة الولايات المتحدة قادرة تماما على مرافقة المتسللين خارج البيت الأبيض”.

ويؤكد خبراء الانتقال الرئاسي أنه سيكون من الأهمية بمكان أن يحظى بايدن بتعاون سريع وكامل من فريق ترامب، وبموجب قانون الانتقال الرئاسي لعام 1963 يتوقع أن يبدأ الانتقال الرسمي بمجرد أن تؤكد إميلي مورفي رئيسة إدارة الخدمات العامة المعينة من قبل ترامب أنه تم تحديد الفائز.

وتختتم الصحيفة بأن من شأن هذا الإعلان أن يعطي الضوء الأخضر لسلسلة من الخطوات الإلزامية التي سيتمكن بموجبها بايدن وفريقه من الحصول على التمويل الفدرالي ومساحات مكتبية فدرالية إضافية، إلى جانب الوصول لمستندات وتقارير ذات صبغة إعلامية وإلى مختلف الوكالات الحكومية.