منذ إعلان قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتاريخ  الأول من أبريل 1979، عرفت العلاقات الأميركية الإيرانية في مسارها تشنجات عدة، إلى أن عرفت مرة أخرى تقاربا خجولا ولاية الرئيس باراك أوباما قبيل التوصل لاتفاق نووي، قبل أن يعود الفتور مرة أخرى مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية .

الخاريجة المغربية تتأثر بهذا التوتر ..

ومن جانبها تأثرت العلاقات المغربية الإيرانية بهذا التوتر، فظلت عبر عقود متذبذبة، ففي أعقاب وفاة المرشد الأعلى للثورة في إيران “آية الله الخميني” ونهاية الحرب العراقية الإيرانية، ثم حدث التراجع  عن الاعتراف ب”بجمهورية حركة البوليساريو”، عادت علاقات المغرب وإيران إلى مرحلة الدفء فقط خلال العام 1991.
دفء لم يكتمل وعاد التوتر والتشنج بين الرباط وطهران ووصل إلى مرحلة القطيعة عام 2009، بعد التراشق الاعلامي بين البلدين بسبب وقوف المغرب إلى جانب البحرين، بعد إعلان مسؤولين إيرانيين أن البحرين عبارة عن محافظة إيرانية إلى جانب عوامل أخرى ساهمت في القطيعة الجديدة.

التشنج أرضية خصبة !!

وعلى أي فإن التشنج الأمريكي الإيراني، شكل أرضية خصبة للمغرب، حسب مقال نشر بالموقع  البريطاني الشامل لشؤون الشرق الأوسط “Al-Monitor”، اعتبر المغرب المستفيد الأول من موقف إدارة ترامب تجاه “إيران”، خصوصاً فيما يتعلق بتعزيز دفاعه عن مغربية الصحراء المتنازع عليها.

المقال ذاته استشهد بتصريحات رئيس الدبلوماسية المغربية لموقع ” Breitbart News”  الموقع الأمريكي اليميني المتطرف، حينها لم يخف -حسب ذات المصدر- المغرب استعداده للاستفادة من أي أزمة محتملة بين طهران و واشنطن .
وبعد يوم من زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن، وقوله بأن إيران  قامت بتسليح ”جبهة البوليساريو”  أردف بوريطة ، ” تأمل الرباط في إقناع واشنطن بالتخلي عن دعمها الطويل للاستفتاء على هذه الأرض”، يضيف كاتب المقال “براينت هاريس”.

فهل يفسر فعلاً خيار  المغرب بقطع العلاقات مع “إيران”، على أنه استمالة لدعم واشنطن في “قضية الصحراء” عبر ورقة “طهران” ؟