جاءت إقالة مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” السيد: “جون بولتون”،  لتضع الكثير من الأسئلة الملحة حول مستقبل ملف الصحراء، خصوصاً في أذهان من كانوا يراهنون على توجه الضغط على مهام بعثة الحفاظ على إتفاق وقف إطلاق النار “مينورسو”، إقالة تنضاف إلى إستقالة سابقة للمبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، السيد : “هورست كوهلر” لدواعي صحية، فهل يفقد ذلك الملف أرضيته السياسية، و يسلبه الروح و الدينامية الجديدة.

إن الفراغ الذي خلفه رحيل الرئيس الألماني الأسبق “كوهلر”،  وضع الملف أمميا على خانة الإنتظار، في ظرفية موسومة بإنتظارات جولة صيفية ثالثة، من لقاءات المائدة المستديرة “جنيف” بين المغرب و باقي أطراف النزاع، قبل تقديم تقرير أممي أواخر أكتوبر، حول العملية السياسية و ما أنجز منذ أبريل إلى الآن.

فراغ سينعكس بالأكيد،  على دينامية تداول الملف العالق، بل من المتوقع أن يربك حركيته على مستوى مجلس الأمن، بشكل قد لا يؤثر على النظرة الجديدة “البرغماتية” للحل السياسي أممياً، فالمجلس وهو يناقش الملف الشهر القادم سيكون عليه أولاً إيجاد بديل متوافق عليه  لـ”كوهلر”، شخصية تتماشى رؤيتها  مع ما طرح سابقاً، خاصة إستمرارية اللقاءات المباشرة بين الأطراف، في أفق إنجاح روح التطلع نحو حل  واقعي، متوافق عليه.

وفي إنتظار وصول الإسم القادم، يظل تجديد مهمة بعثة “المينورسو” التي مر عامان على قرار تقزيم سياق ولايتها الزمني بالنصف، إذ ينتظر أن تطرح الآن فرضية تدعيم إستقرار مهامها على الأرض، كونها أبرز وسائل المراقبة على الأرض، بما تتمتع به من صلاحيات في مناطق التماس و المناطق العازلة.