أقيمت أول بطولة عالمية لكرة القدم سنة 1930، تحت إسم (كأس العالم)، واحتضنتها الأوروغواي في الفترة ما بين 13 و30 يوليوز. وتعد الدورة الأولى الوحيدة من ضمن جميع دورات كأس العالم التي لم تخض فيها المنتخبات الإقصائيات المؤهلة إلى النهائيات. وشاركت في دورة 1930 جميع المنتخبات المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم من 13 بلدا ،ويعود السبب في قلة المنتخبات المشاركة إلى اختيار الأوروغواي لاحتضان المونديال حيث المدة الزمنية للرحلة وتكاليف السفر عبر المحيط الأطلسي جعلت المشاركة صعبة بالنسبة للمنتخبات الأوروبية. وأجريت أول مباراتين لكأس العالم مباشرة، وتغلب فيهما منتخب فرنسا ومنتخب الولايات المتحدة، على التوالي على منتخبي المكسيك (4-1) وبلجيكا (3-0)، وأحرز الهدف الأول في تاريخ كأس العالم ،الفرنسي لوسيان لوران. وتفوق في المباراة النهائية، منتخب الأورغواي على نظيره الأرجنتيني (4-2) أمام أزيد من 93 ألف مشجع، في مونتيفديو، وباتت الأوروغواي أول بلد يحرز لقب كأس العالم. ويعتبر الأرجنتيني فرانشيسكو فارايو هو آخر لاعب توفي من الذين خاضوا نهائي كأس العالم 1930، وكان ذلك في 30 غشت 2010 . وفي دورة 1934 تم اختيار إيطاليا لتنظيم النهائيات، خلال الاجتماع الذي عقد في ستوكهولم عاصمة السويد يوم 9 أكتوبر 1932، وتعتبر أول دورة تقام فيها الإقصائيات بعدما قرر 32 بلدا المشاركة تأهل منها 16 بلدا. وجرت المباراة النهائية لمونديال 1934 على أرضية ملعب الحزب الوطني الفاشي، وتقدم منتخب تشيكوسلوفاكيا بهدف قبل أن يسجل منتخب إيطاليا التعادل في الدقائق الأخيرة ثم أضاف الهدف الثاني في الوقت الإضافي ليتوج باللقب. واختيرت فرنسا لتنظيم دورة 1938 من كأس العالم ما بين 4 و19 يونيو، وسبب هذا القرار الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم باستضافة الدورة الثالثة من المونديال، غضبا عارما في القارة اللاتينية، حيث اعتقد بأن الاستضافة تقوم على التناوب بين القارتين. ونتيجة لهذا القرار، لم تشارك الأورغواي والأرجنتين في المسابقة ، في الوقت ذاته لم يشارك منتخب إسبانيا في النهائيات، بسبب استمرار الحرب الأهلية فيها. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها منتخب البلد المضيف وحامل اللقب بشكل تلقائي. فمنذ سنة1938 كان حامل اللقب يتأهل بصورة مباشرة إلى النهائيات التالية، إلى أن تم إلغاء ذاك النظام مع كأس العالم 2006. وأقيمت المباراة النهائية على أرضية الملعب الأولمبي في باريس، وانتهت بفوز منتخب إيطاليا 4-2 على منتخب المجر، ليصبح بذلك أول فريق يحافظ على لقبه في نهائيات كأس العالم، وأول منتخب يحقق اللقب لمرتين متتاليتين. بعد ذلك، توقفت مسابقة كأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية لمدة 12 سنة، قبل أن تعود المنافسة سنة 1950 وبهذا، كانت إيطاليا حاملة اللقب العالمي لمدة 16 سنة (من 1934 إلى 1950)، وهي أطول مدة لمنتخب حمل لقب بطل العالم. وخلال هذه الفترة قام نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، أوتورينو باراسي، بإخفاء الكأس العالمية في صندوق حذاء، ووضعها تحت سريره طيلة فترة الحرب العالمية الثانية، وبتلك الصورة حماها من الوقوع في أيدي قوات الاحتلال. بعد انتهاء الحرب العالمية قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تعويض دورتي 1942 و1946 وقام بالبحث عن بلد لاستضافة دورة 1950 ولكنه فشل في الوصول لأي بلد أوروبي لإقامة الحدث حيث خشى الاتحاد الدولي عدم الحصول على موارد كافية لإقامة تلك الدورة، إلى أن تقدمت البرازيل بطلب الاستضافة على أرضها بشرط أن تقام في 1950 (كان مقررا أن تقام سنة 1949)، وكان عرض البرازيل مشابها بشكل كبير لعرضها لاستضافة المونديال سنة 1942 بالإضافة إلى ألمانيا. وأقيم النهائي على ملعب ماراكانا، وبحضور 200 ألف متفرج، كان ولا زال رقما قياسيا كأكثر النهائيات حضورا، وتمكن منتخب الأوروغواي التغلب على منتخب البلد المضيف البرازيل وأحرز اللقب الثاني له في كأس العالم. في كأس العالم 1954 كانت سويسرا هي البلد الوحيد الذي أعلن عن استعداده لاحتضان المونديال ،وشهدت الدورة أعلى معدل تسجيل للأهداف في تاريخ النهائيات حيث بلغ المعدل 5.38 هدفا لكل مباراة. وجرت المباراة النهائية على ملعب و”انكدورف” بمدينة بيرن السويسرية، وحضرها ما يقارب 64 ألف متفرج، حيث جمعت بين منتخبي ألمانيا الغربية وهنغاريا، في لقاء توقع فيه الجميع أن الفوز سيكون من نصيب المنتخب الهنغاري نظرا لمستواه المتميز حينها، لكن منتخب ألمانيا الغربية حقق المفاجأة، وفاز 3-2، محققا اللقب الأول له في كأس العالم. أقيمت منافسات كأس العالم لسنة 1958 في السويد، وتعتبر هذه هي المرة الوحيدة التي تقام فيها النهائيات على أرض أوروبية ويفوز بها منتخب من خارج القارة العجوز. وتم الإعلان عن استضافة السويد لمنافسات المونديال في 23 يونيو ، بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في بداية كأس العالم 1950، وحظيت كأس العالم للمرة الأولى بتغطية تلفزيونية عالمية، على الرغم من ذلك لم تتمكن دول شرق أوروبا من متابعتها بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال البث المباشر. احتضن ملعب راسوندا في بلدية سولنا السويدية، والذي يسع ل35 ألف متفرج، نهائي كأس العالم 1958 يوم 29 يونيو بين منتخب البلد المضيف السويد بقيادة نيلس ليدهولم وغونار غرين ، ومنتخب البرازيل بقيادة فافا مع غارينشيا وماريو زاغالو وبيليه. وتمكن منتخب البرازيل من قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز عريض 5-2، في لقاء شهد بداية اللاعب الدولي الملقب ب”الجوهرة السوداء” بيليه في عمر لا يتجاوز السابعة عشرة سنة، لتحصل البرازيل على اللقب العالمي الأول لها.