قضايا المياه تشكل اهتمام 40 في المائة من المغاربة في ظل تغير المناخ خلال السنة الجارية؛ ذلك ما خلص إليه استطلاع جديد لشبكة “الباروميتر العربي”، الذي أورد بأن ندرة المياه هي أكبر تحدّ يؤرق المواطنين المغاربة.

وفي ترتيب التحديات البيئية التي تواجه المغاربة، جاءت ظاهرة تلوث الهواء في المرتبة الثانية بعد إدارة المياه، وبعدها مسألة تدبير النفايات، متبوعة بتلوث المبيدات والأسمدة، ثم الاستخدام غير الكفؤ للطاقة، وتغير المناخ.

وفيما يتعلق بتحدي المياه، يقول 35 في المائة من المستجوبين في الاستطلاع إن المشكلة الأساسية تتعلق بتلوث المياه الصالحة للشرب، ويصرح 25 في المائة بأن الأمر يتعلق بتلوث المجاري المائية، ويؤكد 40 في المائة أن المشكلة ترتبط بنقص الموارد المائية.

وبخصوص توزيع المياه حسب منطقة الإقامة في المملكة المغربية، تزداد مشكلة ندرة المياه في العالم القروي بنسبة 43 في المائة، بينما تتقلص تلك النسبة إلى 39 في المائة في العالم الحضري، حسب خلاصات الاستطلاع الذي أجرته شبكة “الباروميتر العربي”.

وحول انقطاع المياه مع تكرار مواسم الجفاف، صرّح 5 في المائة من المغاربة بأن المياه انقطعت عنهم مرة واحدة في اليوم أو الأسبوع؛ بالنظر إلى تراجع حقينة السدود الكبرى في المملكة خلال سنتيْ 2021 و2022 بسبب نقص التساقطات المطرية.

وبشأن العوامل المساهمة في تفاقم التحديات البيئية بالمغرب، أكد 62 في المائة من المستجوبين أن الافتقار إلى الوعي بين السكان يساهم في تأزيم الأوضاع البيئية، لا سيما المائية منها؛ بينما أرجع 57 في المائة من المواطنين الأوضاع الراهنة إلى ضعف المبادرات الحكومية.

وفي هذا السياق، قال 40 في المائة من المغاربة إن الحكومة ينبغي أن تقوم بعمل أكثر للتصدي لتغيرات المناخ، و26 في المائة صرحوا بأن الحكومة يجب أن تقوم بعمل أقل تجاه التحديات البيئية المطروحة، معتبرين أنها ليست أولوية في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المطروحة.

جدير بالذكر أن المغرب يعيش، خلال الموسمين الماضيين، حالة طوارئ مائية بفعل ندرة التساقطات المطرية؛ ما دفعه إلى اتخاذ مجموعة من المبادرات الحكومية لتقنين استهلاك المياه في الضيعات الفلاحية، على الرغم من الانتقادات المرافقة لتلك القرارات من لدن جمعيات المجتمع المدني.