نشر موقِعُ “رأي اليوم” الإلكتروني، الذي يتّخِذُ من العاصمة البريطانيّةِ مَقرّاً له، لمديرِه الصّحافي الفسطيني “عبد الباري عطوان”، بعضاً من مضامينِ الحوارِ الذي أجراهُ الأخيرُ مع الرّئيس الموريتاني؛ “محمد ولد عبد العزيز”، الذي قال وهو يتحدّثُ إلى “عطوان”، بأنّ الغرب لا يريد قيام دولةٍ تَفصِلُ بين “موريتانيا” و”المغرب”، في إشارة إلى مطالبة “جبهة البوليساريو” بتأسيس كيانٍ لها.

 

على غِرارِ ذلك، وبالرّغم من أنّ “موريتانيا” تعترف بـ”جبهة البوليساريو” كـ”جمهوريّة”، أعلنت تأسيسها عام 1976، إلاّ أنّ الرّئيس الموريتاني؛ أدلى بتصريحات خلال الأسبوع الحالي، شكّلت في مُجملها ضربةً قويّةً لـ”البوليساريو” وحليفتها “الجزائر”.

 

و ردّاً مِنهُ على سؤالٍ حول نِزَاعِ الصّحراء، قال قال “ولد عبد العزيز”؛ أنّ “الغرب، والولايات المتحدة وأوروبا لا يريدون قيام دولة تفصل بين موريتانيا والمغرب جُغرافيًّا، وهُنا تكمُن المُعضلة، وكلُّ ما تسمعه خارج هذا الإطار غير صحيح”.

 

وتُعَدُّ تصريحات الرّئيس الموريتاني مفاجئة، إذ تُحافِظُ بِلادُهُ على علاقات توصف بكونها جَيِّدَةً مع “البوليساريو”، حيثُ أنّهُ في الـ11 من مارس الماضي، سَلّم مُنَسِّقُ “جبهة البوليساريو” مع بعثة المينورسو رسالة خطية من “إبراهيم غالي”؛ زعيم البوليساريو، إلى “محمد ولد عبد العزيز” بشأن نزاع الصّحراء المُحتَدِم.

 

هذا، ولا تُعتبرُ تصريحاتُ الرّئيس الموريتاني، الذي يتأهّبُ لتركِ السُّلطة بعد الإنتخابات الرِّئاسيّة المُقرَّرَة في شهر يونيو المقبل، معزولة، فقد سبق لموقع “ميدل إيست آي”، أنّ نقل عن مصدر دبلوماسي لم يسمه وجود مباحثات بين “المغرب” و”الولايات المتحدة الأمريكية” بالموازاة مع لقاء الطّاولة المُستديرة الثاّنية الذي عُقِدَ في “جنيف”، بين كلٍّ من “المغرب” و”الجزائر” و”جبهة البوليساريو” و”موريتانيا”، تحت رعاية الأمَمَ المُتّحِدَة.

 

وقال المصدر ذاته “سيتدخل الأمريكيُّون من وراء الكواليس من أجل وضع حد لآمال استقلال الصحراويين”، وهي المعلومات التي سارع “دبلوماسي صحراوي” من الوفد المفاوض باسم “جبهة البوليساريو” في “جنيف”، إلى نفيها اليوم الخميس.

 

وفي السّياق نفسِه، سبق “لبيتر فان والسوم”؛ المبعوث الشّخصي السّابق للأمين العام للأمَمَ المُتّحِدَة في الصّحراء المُتنازع عليها، بين سنتي 2005 و2008، أن قال أمام أعضاء مجلس الأمن الدّولي بحسب ما ذَكَرَت صحيفة “لوموند الفرنسية”، أنّ “استقلال الإقليم الذي ضمه المغرب سنة 1975 غير قابل للتحقُّق”.

 

فقد اِقترح “والسوم”، في سنة 2008 على مجلس الأمن، أن يطلب من أطراف النِّزاع اِعادة التَّأكيد على موافَقَتِها المبدئيَّة على أنَّهُ “ليس هناك اِتِّفاق، طالما لم يحصُل اِتِّفاق على كل شيء”. كما طالب بأن يَتِمَّ التَّفاوض مُستَقبَلاً بِشَكلٍ حقيقي وبدون شروطٍ مُسبَقَة، على أساس فرضية مؤقّتة مُؤَدَّاها أنَّهُ لن يَكونَ هُنَاكَ اِستِفتَاء مُؤدِّي إلى الإستقلال كخيار، وبالتَّالي فإنَّ النَّتِيجَة سَتَكُونُ -بالضّرورة- أقَلَّ من الإستقلال الكامل.

 

حرِيٌّ بالذّكر، أنَّهُ ومباشرة بعد ذلك، رَحّبَت “الولايات المتحدة الأمريكية” و”فرنسا” بتصريحات الوسيط الأممي.