اختار رئيس دولة ​فلسطين​ ​محمود عباس​ أنْ يكون أوّل تحرّك سياسي دبلوماسي، إلى خارج الأراضي الفلسطينية المُحتلة، منذ أشهر عدّة، إلى المملكة ​الأردن​ية الهاشمية و​جمهورية مصر​ العربية، للقاء ​الملك عبدالله​ الثاني بن الحسين، والرئيس ​عبد الفتاح السيسي​، لدورهما وموقفهما، فضلاً عن الموقع الجغرافي للبلدين.

وقال مسؤولون أردنيون إن العاهل الأردني الملك عبد الله التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأحد، حيث أن الزعيمين يعلقان آمالا عريضة على سعي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى إحياء محادثات السلام لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

وفي بيان للديوان الملكي عقب الاجتماع مع عباس في العقبة، أكد العاهل الأردني تأييده الكامل لإقامة دولة فلسطينية.

وكان الملك عبد الله قال في الشهور الأخيرة إن السياسات الإسرائيلية وخطة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للسلام في الشرق الأوسط ستقودان إلى صراع.

وقال البيان إن العاهل الأردني “شدد على وقوف الأردن بكل طاقاته وإمكاناته إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة وإقامة دولتهم المستقلة”.

وفي أول محادثة له مع زعيم عربي منذ انتخابه في مطلع نوفمبر تشرين الثاني، تحدث بايدن مع الملك عبد الله الأسبوع الماضي وأبلغه بأنه يأمل في التعاون “لدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.

وغيرت إدارة ترامب السياسة الأمريكية تجاه الصراع القائمة منذ عقود وذلك بامتناعها عن تأييد حل الدولتين.

ويقول دبلوماسيون إن العاهل الأردني يرى في سياسات ترامب تهميشا لدور المملكة الذي ظل محوريا في صنع السلام بين العرب وإسرائيل وذلك بدعمه السياسات اليمينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

واعتبرت أيضا خطة ترامب للسلام تهديدا وجوديا للأردن في ظل خلوها من فرص إقامة دولة فلسطينية بضم مناطق كبيرة من الضفة الغربية مما يدفع المملكة لتصبح وطنا بديلا للفلسطينيين.

وقال الزعيمان في بيان مشترك إن إسرائيل تسعى إلى فرض واقع جديد بضم وتسريع بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأثارت إدارة ترامب غضب الأردن والعرب عندما قالت إنها لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية “متعارضة مع القانون الدولي”.

وقال دبلوماسيون إن الرئيس الفلسطنيني، الذي قطع اتصالاته بإدارة ترامب قبل ثلاثة أعوام متهما إياها بالانحياز إلى إسرائيل، سيتوجه إلى القاهرة يوم الاثنين سعيا لحشد الدعم لإحياء محادثات السلام الرامية لحل الصراع على أساس مبدأ الدولتين.

وكان عباس قد غادر الأراضي الفلسطينية في جولة عربية تشمل الأردن ومصر، والتي تعتبر الأولى له منذ تفشي فيروس كورونا مطلع مارس/آذار الماضي.

وتأتي جولة عباس بعد نحو أسبوعين على إعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل، والذي انقطع منذ مايو/أيار احتجاجا على مخطط إسرائيل ضم 30% من مساحة الضفة الغربية والمتمثلة بمنطقة غور الأردن الإستراتيجية.