تعيش جماعة قيادة عين الحصن بإقليم تطوان، حالة خطيرة من الإهمال من لدن كافة المتدخلين ، هذا إهمال جعل مريضا من الأشخاص في وضعية إعاقة، يرقد طريح الفراش لمدة 8 سنوات. لا لشيء وإنما فقط لعدم وجود مسالك تمر منها سيارة الاسعاف، او تصل إليها سيارة الأجرة.

أنه الرجل الغيور على قريته الصغيرة “م بن ي” ورغم صعوبة تحركه واعتماده في السابق على كرسي متحرك، كان دائما يتحدث عن ضرورة فتح طريق ومسلك للتلاميذ، المرضى والنساء الحوامل، حتى انسدت في وجهه جميع أبواب المسؤولين، قبل أن يحيله احتكاك خطير بعظام فخذه، قعيد  الفراش ،ضعيفة البنية هزيل الجسم، تتقهقر حالته للأسوء يوما بعد الآخر.

يضيف “بن ي” الذي يتحدث لمراسل “أخبار تايم”: ” لا نريد شيء سوى فك العزلة والتهميش والحصار على هذه القرية ، أريد الوصول فقط للمستشفى ، لا أقل ولا أكثر”،  حالة الأب لم تفتأ تؤثر على الإبن الوحيد ذي التسع سنوات، يضيف باكياً  : “لا اريد لا مدرسة ولا اي شيء آخر، اريد من السلطة ان تفتح الطريق لابي ليذهب للمستشفى، ويحصل على العلاج، فالطريق ضيقة ومليئة بالحجارة وتنعدم فيها الإنارة….”

غير بعيد عن جماعة الحصن، تقع قرية “افزانش” حيث يزداد مشكل صعوبة المسالك تعقيدا، مما يعزز فرص الهدر المدرسي، الذي يعاني منه اطفال المنطقة، نتيجة وجود أقسام متهالكة وبعيدة في قمة الجبل ، يقول مصدر من عين المكان لأخبار تايم :  ” الطريق الموجودة حاليا موروثة عن الاستعمار ولم يتم تعبيد  طريق يسهل تنقل الساكنة ، بالرغم من عديد المسؤولين، و شرح مختلف حيثيات المشكل لمدة تزيد عن سنتين”.

الساكنة لم تترك باباً إلا و طرقته، خصوصاً التواصل مع هيئات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان، حيث تم التواصل مع جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان، التيي بدورها رفعت مطالب الساكنة إلى الجهات المسؤولة، دون جدوى يضيف ذات المصدر.

 

وضع لجأت معه الساكنة المعزولة إلى تأسيس جمعية “عين الحصن للبيئة والتنمية”، بهدف تكثيف التحركات الاجتماعات، في أفق فتح طريق للتلاميذ والمرضى والنساء الحوامل؛ إطار جديد تكلل بتنظيم وقفة احتجاجية تكللت بمسيرة ستتعرض فيما بعد للإيقاف.

 

وضع لم تستسلم معه الساكنة، لتنظم وقفة احتجاجية أخرى بالتزامن مع الزيارة الملكية، نتج عنها حوار بين الساكنة و مسؤولين محليين، تقرر خلاله جمع أطفال القرية بروض صغير يتضمن كل مستويات التعليم الإبتدائي، يضيف أحد الآباء الذين قابلتهم “أخبار تايم” هناك : “ستة مستويات في روض بني على مساحة 70 متر ! والدراسة تبدأ من الثامنة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال، كيف ستكون هذه الدراسة وفي اي جو تخيلوا معي ….” .

أوضاع مأساوية دفعت بعديد الساكنة للهجرة نحو القرى والمدن المجاورة ، و بالرغم من إنجاز  لفيف عدلي يثبت وجود طريق تمر بين المنطقة و القرى المجاوة ، بقيت جماعة عين الحصن محاصرة من كل الجهات، بمتارس اسمنتية وممرات ضيقة لا تمر منها حتى “البغال” على حد تعبير أحد الساكنة.

مراسلة : محمد أشكور / تطوان