يخوض الشاب المغربي، زكرياء عطيفي، حملة على منصات التواصل الاجتماعي لأجل تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من حقهم في التعليم عن بعد، نظرا إلى عدم قدرة الكثيرين منهم على التنقل بشكل مرن والدراسة بشكل حضوري.

زكريا البالغ من العمر 25 عاما يتابع دراسته بشكل طبيعي في سلك الماجستير بجامعة مدينة فاس، وسط المغرب، (تخصص القانون)، لكنه أصيب بوعكة صحية مفاجئة في 2016، وصار غير قادر على المشي منذ ذلك الحين.

اجتاز زكريا عددا من امتحانات السنة الأولى من الماجستير بنجاح، لكنه لم يستطع إكمال مسيرته والحصول على الشهادة لأنه صار غير قادر على الذهاب إلى الجامعة.

ورغم الشلل الذي ألم بزكريا، فهو يحرص بشكل مستمر على القراءة والكتابة والتفاعل بشأن أمور قانونية وسياسية في المغرب، ويبدي أملا كبيرا في أن يواصل مسيرته الأكاديمية رغم المصاعب الصحية التي أنهكته.

زكريا ذو القدرات الجسدية المحدودة هو بمثابة مصدر للإلهام للعديد من الأشخاص على المنصات الاجتماعية، لأنه يتشبث بإشاعة قيم التعلم والتعلق بالمعرفة مهما تعقدت الظروف.

وفي تصريح له أبدى زكرياء استياءه من التمييز ضد ذوي الاحتياجات الخاصة في مسألة التعليم، قائلا “إن المؤسسات الجامعية تطلب ممن يعانون إعاقة حركية مثلا بالحضور للكلية من أجل اجتياز الإمتحانات في حين أنه يمكن الاستعانة بوسائط التواصل التكنولوجية ليجتازوا امتحاناتهم خصوصا في بعض الحالات الخاصة مثلي لأنها تلازم فراش المرض”.

وأضاف “تبعا لذلك، فهم أحق بالتعليم عن بعد، خصوصا أننا في عصر التكنولوجيا والوسائط الإلكترونية توفر لهم كما هائلا من المعلومات إلى جانب المراجع المكتوبة التي لا يمكن الإستغناء عنها بطبيعة الحال”.

وأضاف أن المشكل الذي يطرح هو الامتحانات “ولعلنا في الآونة الأخيرة، شاهدنا ما فرضته جائحة كورونا حيث اجتاز الطلبة امتحاناتهم عن بعد خصوصا طلبة الماستر و الإجازة المهنية (البكالوريوس”، و ذلك كان قرارا لوزارة التربية و التعليم.