دعا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، “هورست كوهلر”، أطراف النزاع في قضية الصحراء بما في ذلك : المغرب ، جبهة البوليساريو ، الجزائر وموريتانيا، لحضور جولة مفاوضات جديدة بالعاصمة السويسرية جنيف،  أيام  5 و 6 دجنبر 2018.

دعوة وافقت الرباط علىها قبل الجميع (يوم 2 أكتوبر 2018)، لتعلن بعدها  “البوليساريو” موافقتها في اليوم الموالي (3 أكتوبر 2018) ، بعيد تحديد  المبعوث الأممي تاريخ 20 أكتوبر 2018 كآخر أجل  لإعلان الموافقة على حضور هذه الجولة الأولى.

إستدعاء بصيغة موحدة

قد تختلف القراءات و التحليلات حول قائمة الدول المدعوة لجنيف، لكن صيغة الاستدعاء لم تحمل أي خلاف سواء تعلق الأمر بأطراف النزاع أو الدول المراقبة،  ولعل شكل المائدة المستديرة التي اقترحها  المبعوث الأممي للصحراء  السيد كوهلر،  يحمل من الرسائل  للجهات الأربع المعنية ، ما يوضح سر توحيد هذا النداء.

تحريك المياه الراكدة  منذ 2012، بصيغة تشمل الجميع، تنم عن فهم أقوى للنزاع الذي تشارك في رسم معالمه كل الدول المدعوة، إن بصفة مباشرة من خلال المواقف الثابته،  أو غير مباشرة من خلال التحركات المتغيرة.

من جانبه يبدوا المغرب واضحاً أكثر من أي وقت مضى، أما موريتانيا فقد التي زار  وزير خارجيتها “اسماعيل ولد الشيخ أحمد”، ليومين (20 والجمعة 21 شتبنر 2018)،   تستمر في تجنب إبداء موقف صريح حول الصحراء، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالتماس المباشر مع أطراف النزاع.

الخارجية الموريتانية إعلان انتظرت تاريخ الـ29 شتنبر 2018، لتعبر من داخل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عن متابعتها  عن كثب لتطورات القضية في أفق إيجاد تسوية ترضي الأطراف المعنية، وتسهم في ترسيخ الاندماج والتكامل الاقتصادي لدول اتحاد المغرب العربي”.

العودة إلى المواقف الثابتة، “البوليساريو” لا تنفك ترجع الحل لخيار “الاستفتاء” أو الحق غير القابل للتصرف في “تقرير المصير”، في مقابل إعلان “المغرب” أن مبادرته لـ”الحكم الذاتي” هي أقصى ما يمكن التفاوض من أجله، رغم كون القرار الأممي الموجب لضرورة العودة للمفاوضات، حدد شرط الدخول بدون أي شروط مسبقة.

مفاوضات بصيغة القطيعة

تدخل  الجزائر  المائدة المستديرة للنقاش حول قضية الصحراء، للمرة الأولى بشكل مباشر، عقود بعد نقاشات أخرى مباشرة مع “المغرب”، ولدت قرارات إغلاق الحدود و القطيعة بين البلدين.

من جهته يعتبر المغرب “الجزائر” مخاطباً رئسيا في النزاع، و يرفض أي تفاوض لا تكون فيه على الجهة المقابلة، رغم غيابها عن جولة ضاحية “مانهاست” (2002) المباشرة بينه و “البوليساريو”، فيما تؤكد الدبلوماسية الجزائرية في كل فرصة سانحة، أن لا نقاش بينها و بين الجار المغرب بخصوص قضية الصحراء.

تعود المفاوضات المباشرة إذن لتبعث الحياة في مسار تسوية ملف الصحراء، الذي توقف نبضه بعد 15 سنة من التوقف، بدون مشاريع حلول واضحة، و تمسك كل طرف بصلابة مواقفة، لكن في كل الفرقاء الذين يتشاركون نفس الحدود و نفس المصير المشترك، فهل يسهم ذلك في تقريب وجهات النظر المتنافرة ؟