انتهت في مدينة السّلام السويسرية، “جنيف”، مساء أمسٍ الأربعاء ( 5 ديسمبر 2018) ؛ الجولة الأولى من لقاءات الطاولة المستديرة حول نزاع الصّحراء، التي تعقد تحت إشراف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة “هورست كوهلر”، في قاعة “الكونكورديا”، حيث اجتمع كلُّ الأطراف.

ويشارك في هذه الطّاولة، التي من المتوقع أن تختتم أشغالها اليوم الخميس، وفود من “المغرب”، “الجزائر”، “جبهة البوليساريو”، و”موريتانيا”، بتوجيهات واضحة تقتضي تجنب تقديم أي تصريحات لوسائل الإعلام أو الصحافة الدولية الحاضرة لتغطية الحدث البارز.

ضوابط و تعليمات قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لـ”الصّحراء”، و انصاع لها معظم ممثلي الوفود المشاركة في اللقاء، بعد الخروج من قاعة “الكونكورديا”، ما عدا وزير الخارجية الجزائري “عبد القادر مساهل” الذي ظهر في مقطع بثه موقع LE360 المغربي، وهو يعلق رداً على سؤال أحد الصحفيين، بشكل يلمس فيه نوع من السخرية : “جينا نضحكو شويا”.

“مساهل” بتعليقه يكون قد كسر القاعدة التي رسَا عليها قرار “كوهلر”، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، بخصوص جديّة التّعامل مع هذه المحادثات التي يولي لها المعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة “هورست كوهلر” الاهتمام البالغ، في أفق حلحلة نزاعٍ عمّر أزيد من الأربعة عقود، في الوقت الذي يعرف فيه وضع الصحراويّين القاطنين بـ”تندوف”، مأساةً في المستوى المعيشي.

الأمور لم تقف عند هذا الحد، نشر أحد ممثّلي “البوليساريو” في الوفد المشارك باللّقاء، في تصريحٍ لهُ على موقع التّواصُل الاجتماعي “تويتر”، أنّ وفد جبهة البوليساريو يُشارك في الاجتماع بشكل جدّي، بينما وصف مشاركة الوفد المغربي في الدّائرة المستديرة، على أنّها مُشاركةٌ ذات نيّة سيّئة، وأنّ “المغرب” لا يمتلك رغبة جادّة في تطوير العملية السّياسية، ضارباً هو الآخر، توصيات “كوهلر” بعرض الحائط.

حريٌّ بالذّكر، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، كان قد رحّب بقرار الأطراف لقبول دعوة مبعوثه الخاص، كما أنّهُ جدد التأكيد على دعمه الثابت للسيد “كوهلر”، وجهوده لاستئناف عملية التفاوض، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2440 الصادر في 31 أكتوبر 2018، علاوةً على هذا وذاك، لم يلبث “غوتيريش”، أن حثّ كلّ الأطراف على الانخراط في المناقشات بحسن نية، وبدون شروطٍ مُسبقةٍ وبروح بنّاءة.