تستمرُّ النّقاباتُ التّعليمية اِضرابها عن العملِ في مُختلفِ مدارس المملكة، عقبَ استنفاذ كُلِّ السُّبُلِ المُمكنة، والفشل في اِيجادِ نقطةِ تلاقي مع الوزير “سعيد أمزازي”، بشأنِ الملفّاتِ العالقة، التي يأتي على رأسِ قائمتها “الأساتذة المُتعاقدُون”، الذين يُصرُّون على ضرورة الإدماج في أسلاك الوظيفة العموميّة، فيما يُظهِرُ زُملاؤهم الرّسميّون من أسرة التّعليم، تعاطُفهم الكامل مع مطالبهم، وفقاً لما أبانوا عنه من خلالِ تنظيم اِضراب، يبدو على أنّهُ سيستمِرُّ إلى غايةِ يومِ غدٍ الجُمُعة، بعدما كانت شرارتُهُ قد انطلقت مُنذُ أمسٍ الأربُعاء.

 

وفي تصريحٍ لهُ لأحد المصادر الإعلاميّة بخصوصِ المُشكل، قال “عبد الغني الرّاقي”، الكاتب العام للنّقابة الوطنيّة للتّعليم، التّابعة للكونفدراليّة الدّيمقراطيّة للشُّغل، بأنّ “نسبة الإضراب مرتفعة، بالعودة إلى حجم الاحتقان الحاصل”، مشيراً إلى أنّهُ “لا وجود لجهة تقل فيها نسبة الاستجابة عن 80 في المائة، والرقم العام يتراوح بين 80 و90 في المائة”، ومشيداً بـ”التفاف شغِّيلة التّعليم حول المطالب المشروعة”.

 

وأضاف “الرّاقي”، بحسبِ المصدرِ نفسه، أنّ “الالتفاف الحاصل حول الإضراب يفسر عمق الأزمة التي تتخبط فيها شغيلة القطاع”، مشددا على أنه “حتى النقابات التي لم تستجب للإضراب في البداية سرعان ما التحقت، وعلى رأسها نقابة حزب العدالة والتنمية”، وزاد: “إلى حدود اللحظة لا جديد على مستوى الحوار..هناك وعود فقط”.

كما أوضح ذات القيادي النّقابي، أنّ “المركزيات قدمت اقتراحاتها ولازالت تنتظر ردا”، واستطردَ موضّحاً : “الأهم هو ما بعد العطلة وليس الإضراب الحالي، وكيف ستتمكن الوزارة من تدبير الأمر”، مُرحِّباً بـ”الاعتكاف مع المسؤولين الحكوميِّين حتّى يتمكّنوا من اِصدار قرارات معقولة”، ومُلَوِّحاً في المُقابل بإمكانية التّصعيد في حالة عدم الاستجابة.

 

صلةً بذات السّياق، أورد “عبد الرزاق الإدريسي”، الكاتب العام للجامعة الوطنيّة للتّعليم، أنّ “نسبة الإضراب مرتفعة وتصل إلى 90 بالمائة، وذلك بالنّظر إلى الجمود الحاصل في كثير من الملفات”، مُشدّداً على “وصول النسبة 100 في المائة في بعض المناطق”، وأضاف “لا اتصال مع الوزارة إلى حدود اللحظة، بل هناك تصريحات في غير محلها تصدر من قبل الوزير سعيد أمزازي”.

 

وأبرز “الإدريسي” في حديثِهِ حولَ تفاعُل الحكومة مع المطالب، قائلاً أنّ “الحكومة لازالت متعنتة، ويظهر ذلك من خلال خطاب الوزير، الذي يتكلم بلغة “مشغلناش وسنستمر””، موضحا أن “رفض الحوار مع التنسيقية خاطئ، وحتى الحوار مع النقابات لا يجرى وفق الشروط السليمة”، وزاد بخصوص التوظيف الجهوي: “يجب طرح الجهوية على المستوى الثقافي واللغوي والثروات وليس التوظيف”.

 

إلى ذلك، لوّح ذات المُتحدِّث، أثناء تصريحه للمصدرِ نفسه، بـ”إمكانية اللّجوء إلى التّصعيد في حالة عدم الاستجابة”، مُشيراً إلى “وجود عديد الخطوات”، ومُطالِباً بِضرورَة تمكين الشّغّيلة من كافّة حُقوقِها “المشروعة”.