) للمرة السابعة عشرة، والثامنة على التوالي، يطمح منتخب المكسيك بقيادة لاعبه أندريس غواردادو، بلوغ منصة التتويج أو مراكز متقدمة خلال مشاركته في كأس العالم لكرة القدم المقررة في قطر بين 20 نونبر الجاري و18 دجنبر المقبل.

بحوزة منتخب “إل تري” تاريخ حافل في مشاركات المونديال، سواء من حيث اللعب الممتع أو دعم جمهور شغوف يصحبه بالآلاف أينما حل وارتحل، لكنه يسعى خلال مونديال قطر إلى تخطي “لعنة الأدوار الأولى” وتكرار إنجاز نسختي 1970 و1986 عندما استضافت المكسيك البطولة وبلغت الدور ربع النهائي.

جماهير المكسيك.. شغف استثنائي

تحمل روسا خيمينز، المشجعة الوفية لمنتخب المكسيك، هذا الطموح وهي تستعد قبل أقل من شهرين على الموعد الكروي العالمي، بالكثير من الحماس والرغبة، كما أكدت لوكالة المغرب العربي للأنباء، في نقل الأجواء الاحتفالية الحافلة بالفرجة التي يمتاز بها المشجعون المكسيكيون إلى العالم.

تضع هذه السيدة الأربعينية، التي تعمل في المجال السياحي، اللمسات الأخيرة على “لوازم التشجيع” بدءا بسترات “الويبيل” التقليدية المطرزة وقبعات “السومبريرو” الدائرية الشهيرة، وأكسسوارات بألوان العلم المكسيكي، وحتى قنينات صغيرة للكوكا كولا المكسيكية لتكتمل شروط الاحتفال وجلب الحظ في الدوحة.

ويدفع شغف المكسيكيين بكرة القدم الكثيرين، بحسب ما أكدته السيدة روسا للوكالة، إلى ادخار المال طوال أربع سنوات لدفع تكاليف الطائرة والفندق، بل يضطر آخرون ومن بيهم بعض أقاربها وأصدقائها إلى طلب قروض بنكية لهذا الغرض.

وروسا هي من بين قرابة مائة ألف مشجع مكسيكي سيسافرون إلى قطر لتشجيع منتخب بلادهم، بحسب الاتحاد المكسيكي لكرة القدم، والذي أعد بتنسيق مع العديد من وكالات الأسفار برنامجا خاصا لتيسير الرحلات بين المكسيك وقطر، بالإضافة إلى عروض خاصة للإقامة وحضور المباريات.

المدرب خيراردو مارتينو.. طموح لدخول التاريخ في قطر

لا تقتصر أهمية المشاركة المكسيكية في المونديال على عروض جماهيره الشيقة، بل اعتاد عشاق كرة القدم العالمية على أسلوب جميل في اللعب بصمت عليه المكسيك، أفضل منتخاب منطقة كونكاكاف وأمريكا الوسطى، في عديد المشاركات العالمية والقارية، لكن دون بلوغ أدوار متقدمة أو التتويج وخاصة في كأس العالم.

وضعت قرعة مونديال قطر منتخب “إل تري” في المجموعة الثالثة في الدور الأول إلى جانب كل من الأرجنتين والسعودية وبولندا. وتستهل المكسيك مشاركتها بالمونديال في 22 نونبر بمواجهة بولندا، قبل مباراته أمام الأرجنتين في الجولة الثانية يوم 26 نونبر، والسعودية في الجولة الثانية يوم 30 من الشهر ذاته.

ويحلم المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو بتحقيق مشاركة تاريخية رفقة المنتخب المكسيكي في مونديال قطر، بعدما قاده إلى نهائيات هذه البطولة محتلا المركز الثاني في تصفيات منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي “الكونكاكاف”، برصيد 28 نقطة من 8 انتصارات و4 تعادلات وهزيمتين، خلف كندا المتصدرة ومتبوعا بالولايات المتحدة.

ويعول “تاتا” مارتينو على نجوم خط الهجوم في المنتخب المكسيكي، وخاصة رودريغو لوزانو مهاجم نادي نابولي الإيطالي، والذي برز في مونديال روسيا 2018 وسجل هدف الفوز التاريخي للمكسيك على المنتخب الألماني في الدور الأول، وقد يكون القوة الضاربة للمكسيك في مونديال قطر.

ويبرز مهاجم نادي وولفرهامبتن الإنجليزي خافيير هيرنانديز كإحدى الأوراق الرابحة في هجوم المكسيك، خاصة وأنه هدافه التاريخي برصيد 52 هدفا في 109 مباريات، وهو المهاجم المكسيكي الوحيد الذي شارك في ثلاث نسخ من كأس العالم بدءا من مونديال جنوب إفريقيا 2010.

المهاجم الآخر رؤول خيمينيز أو “قناص” المنتخب المكسيكي والبريميرليغ، يعد أيضا ورقة رابحة في تشكيلة “تاتا” مارتينو لمونديال قطر، وهو ثاني هداف في تاريخ المكسيك برصيد 30 هدفا.

ويقود الحارس المخضرم غييرمو أوتشوا، أبرز عناصر منتخب المكسيك، دفاع منتخب بلاده في كأس العالم المقبلة، وهي المشاركة الخامسة في مشواره الكروي مع “إل تري”، ووقف سدا منيعا أمام محاولات التسجيل لخصوم بلاده في عشرات المباريات الدولية.

في قطر.. المكسيك أمام تحدي تجاوز “لعنة الأدوار الأولى”

بحسب المحلل والكاتب المكسيكي المتخصص في الرياضة، أليخاندرو توليدو، فإن المكسيك سيواجه تحديين رئيسيين، يتمثل الأول في تجاوز “لعنة الأدوار الأولى”، والثاني وقوعه في مجموعة تضم منتخب الأرجنتين، أحد أبرز المرشحين بالتتويج.

وقال توليدو، في تصريخ لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تشكيلة “تاتا” مارتينو أبانت عن قتالية عالية في مرحلة التصفيات، رغم غياب استراتيجية محددة المعالم تساعده في السيطرة وسط الميدان والتحكم بزمام المباراة.

وسجل الخبير الرياضي أن مارتينو يراهن على لاعبين من قبيل لوزانو لاعب نادي نابولي الإيطالي، باعتباره من أكثر العناصر قدرة على الإثارة في رقعة الملعب، إلى جانب المهاجم أليكسيك فيغا لاعب نادي غوادلاخارا المكسيكي، والذي يمتاز، بحسب المحلل، “بقوة بدنية جيدة وقدرة على التسديد واقتناص الأهداف”.

وبخلاف أغلب التوقعات، يرى توليدو أن الاعتماد على الحارس غييرمو أوتشوا لاعب نادي أمريكا المكسيكي في التشكيلة الأساسية، قد يكون “مغامرة غير محسوبة العواقب يخوضها مارتينو في قطر، لأن الحارس ليس في أوج عطائه في الفترة الأخيرة، واقترح منح حارس مرمى سانتوس لاغونا المكسيكي، كارلوس أسيفيدو، فرصة للظهور في المونديال.

من جهة أخرى، سلط الضوء على حضور الجماهير المكسيكية في ملاعب قطر، والذي سيكون له دور أساسي في الضغط على خصوم فريق “الألوان الثلاثة” للمرور للدور الثاني.