تزايدت الاحتجاجات المنددة بالرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم في أصقاع عدة من العالم الإسلامي، في حين تسعى باريس لإجراءات ضد تركيا، ووصف سياسي فرنسي المقاطعة الاقتصادية بالضربة ضد بلاده.

دعا وزير الشؤون الدينية الماليزي ذو الكفل بن محمد البكري الحكومة الفرنسية إلى تعلم القيم الإسلامية، ودراسة السيرة النبوية، وذلك في رسالة وجهها إلى السفير الفرنسي في كوالالمبور.

وقد تبنّت أحزاب ومنظمات غير حكومية حملة لمقاطعة البضائع الفرنسية في ماليزيا ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونشر صحيفة “شارلي إيبدو” (Charlie Hebdo) صورا مسيئة للنبي الكريم. وطالب زعيم المعارضة في البرلمان أنور إبراهيم الرئيس الفرنسي بالتوقف عن الترويج للإرهاب الإسلاموي وفق قوله، في حين سلّم ممثلون عن الحزب الإسلامي الماليزي السفارة الفرنسية مذكرة احتجاج.

كما أدان البرلمان التركي الثلاثاء بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام والمسلمين.

ووافقت الجمعية العامة في جلسة تصويت على مذكرة قدمها رئيس البرلمان مصطفى شنطوب بهذا الخصوص تشجب وتدين بشدة تصريحات ماكرون.

ودعا بيان مشترك من 4 أحزاب تركية ممثلة في البرلمان التركي قادة الفكر والسياسيين والفنانين في الغرب لاتخاذ موقف ضد ما وصفتها بالتصريحات المستفزة والمهينة في ما يتعلق بالإسلام ورسوله الكريم.

وقالت الأحزاب وهي حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية والحزب الصالح إن تصريحات ماكرون ستؤدي إلى نتائج على الصعيد الدولي من شأنها أن تحفز نشوب نزاعات وخلافات ستؤثر بشكل سلبي وعميق على جميع الناس من جميع الأديان.

وقال رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان الروسية ذات الأغلبية المسلمة الثلاثاء إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشجع الإرهابيين بتسويغه الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، باعتبارها محمية بموجب الحق في حرية التعبير.

وقال قديروف في منشور على إنستغرام الثلاثاء إن ماكرون أخطأ عندما وصف عرض مثل هذه الرسوم بأنه حرية رأي.

وأضاف مخاطبا ماكرون “أنت تدفع الناس نحو الإرهاب، ولا تترك لهم خيارا، وتهيئ الظروف لنمو التطرف في رؤوس الشباب. يمكنك أن تصف نفسك بكل جرأة بأنك زعيم الإرهاب وملهمه في بلدك”.
وفي فلسطين أحرق متظاهرون الثلاثاء صورا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسط الضفة الغربية، تنديدا بدفاعه عن الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ورفع المتظاهرون لافتات وفاء للنبي محمد عليه السلام، كما رددوا هتافات ضد ماكرون، بينها “لن تسقط أمة قائدها محمد صلى الله عليه وسلم”.

وشارك العشرات في اعتصام أمام سفارة فرنسا في عمان الثلاثاء منددين بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “العنصرية”، والتي تثير جدلا واسعا في العالم الإسلامي، وإصراره على دعم نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن) مراد العضايلة خلال الاعتصام “نطالب الحكومة الفرنسية باعتذار رسمي وفوري عن الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

وأضاف “هذا الخطاب العنصري الكريه الذي يقوده ماكرون قد يؤدي إلى حرب دينية إذا لم يتوقف هو ماكرون من يصنع التطرف ويؤججه، ويقود حربا عنصرية على الأمة العربية والإسلامية”.
وتصاعد الغضب في الأردن حيث أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رفوف متاجر خالية من السلع الفرنسية، أو تم استبدالها بمنتجات دول أخرى تلبية للدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.

وفي الجزائر، دعت جمعية العلماء المسلمين -الثلاثاء- إلى نزع كل العناوين واللافتات المكتوبة بالفرنسية في البلاد ردّا على الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام.

وقالت الجمعية في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك إن على الحكام إعادة النظر في علاقاتهم مع فرنسا، وسحب جميع السفراء من باريس، بالإضافة إلى إعادة النظر في حجم المعاملات التجارية والاقتصادية والثقافية التي تربط دول العالم الإسلامي بفرنسا.
وفي المقابل، حثّت فرنسا الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي الثلاثاء على اتخاذ إجراءات بحق تركيا بعد أن شكك رئيسها رجب طيب أردوغان في الصحة العقلية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ودعا إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.

وقال وزير التجارة فرانك ريستر للمشرعين “فرنسا متحدة وأوروبا متحدة. في اجتماع المجلس الأوروبي المقبل سيتعين على أوروبا اتخاذ قرارات تسمح لها بتعزيز توازن القوى مع تركيا للدفاع بشكل أفضل عن مصالحها والقيم الأوروبية”.

وضمن ردود الفعل الفرنسية أقرّ جيلبيرت كولار -أحد أشهر السياسيين الفرنسيين اليمينيين معاداة للمسلمين- بأن المقاطعة الاقتصادية من بعض الدول الإسلامية على خلفية الحملات الغاضبة ضد فرنسا تمثل ضربة لفرنسا.

وقال كولار في تغريدة له “الدول الإسلامية تفرض الجهاد الاقتصادي ضد فرنسا، يجب أن نتوقف عن بيعها السلاح ونرد الضربة بضربة مقابلة!”.
ورأى عدد من النشطاء أن هذا التصريح تأكيد على فعالية دعوات المقاطعة حيث كتب أحد المغردين “سيكون لدينا عيد إذا فعلتم هذا، فقط دعونا وشأننا”، وكتب المصور العراقي محمد البياتي “طلعت المقاطعة جهاد مو رد فعل على إساءتهم لرسولنا”.

وفي السياق ذاته، صادقت محكمة فرنسية -الثلاثاء- على قرار وزارة الداخلية بإغلاق مسجد بانتان في ضواحي باريس مدة 6 أشهر، والذي اتهمته السلطات بتداول معلومات أدّت إلى مقتل مدرّس التاريخ صامويل باتي.

وقضت المحكمة الإدارية بمدينة مونتروي (شمال) بإغلاق مسجد بانتان مدة 6 أشهر، واعتبرت أن إغلاق المسجد لن يكون انتهاكا خطيرا وغير قانوني للحريات الأساسية.