أُسدِلَ ستارُ فعّاليات الدّورة الخامسة للملتقى الوطني للصّحافة، الذي نُظِّمَ تحت شعار “المقاولة الإعلاميّة بالصّحراء ورهان تفعيل النّموذج التّنموي”، بشراكة مع وزارة الثّقافة والشّباب والرّياضة، و الفدراليّة المغربيّة لناشري الصُّحُف، وبدعم من جهة “العيون الساقية الحمراء” و”جماعة العيون” .

 

وعرف اليوم الإفتتاحي لهذا المُلتقى، حضور وفد رسمي ترأّسه والي جهة العيون السّاقية الحمراء؛ السيّد “عبد السلام بيكرات”، مرفوقاً برئيس الجماعة الحضريّة لـ”العيون”؛ السيّد “حمدي ولد الرشيد”، فضلاً عن مُمثّلي وزارة الثّقافة بالجهة، إلى جانب عدد من الشّخصيّات وممثلي المنابر الإعلاميّة باختلافها .

في هذا الإطار، قال “تقي الله أبا حازم”؛ رئيس نادي الصّحراء للإعلام والإتّصال أنّ “هذا الملتقى يأتي في إطار تفعيل البرنامج السنوي للنادي برسم الموسم 2019/2020، وتماشيا مع إستراتيجيته الهادفة إلى الانفتاح على المحيط الخارجي المرتبط بحرية الصحافة والإعلام، بهدف إرساء مشهد إعلامي وطني حر ومسؤول”، ومن جهتها قالت “فاطمة الأمين”؛ المديرة الجهويّة لقطاع الإتّصال بجهة العيون السّاقية الحمراء، أنّ “المقاولة الإعلامية بالجهة عرفت تطوراً ملحوظاً بمواكبة من قطاع الإتّصال، الأمر الذي ساهم في بروز أزيد من 32 موقعاً إلكترونيا إعلاميا ملائما لقانون الصحافة والنشر 88.13” .

هذا المُلتقى، الذي يهدف إلى إبراز الأدوار التي تضطلع بها المقاولات الإعلاميّة داخل نسيجها المُجتمعي، بما في ذلك خدمة القضايا والتّوجّهات الكبرى، و في مقدّمتها ورش النّموذج التّنموي الجديد، إذ عرف تنظيم جلسات موضوعاتيّة لمواصلة النّقاش الوطني حول واقع وتحدّيات المقاولة الصّحفيّة بالصّحراء و باقي أقاليم ومدُن المملكة، كما شهد الملتقى ذاته، تنظيم أروقة مفتوحة لمؤسّسات التّكوين الإعلامي و المُقاولات الإعلاميّة، علاوةً على تخصيص جوائز لصحافة النّشء، التي تمّ عبرها تتويج نُخبة من تلاميذ وتلميذات النّوادي الإعلاميّة التّربويّة بالمؤسّسات التّعليميّة بـ”العيون” .

المسابقة الإقليميّة لصحافة النّشء، التي عرفت مشاركة إحدى عشر نادياً من مُختلف المؤسّسات التّعليميّة بـ”العيون”، اِستفاد من تكوينها القبلي نحو ثلاثة وثلاثون تلميذ و تلميذة، قبل أن يتمّ توجيههم لكتابة مقال صجفي موحّد الموضوع، بحيث اعتُمِدت معايير خاصّة من قِبَل لجنة حكم مسابقة هذه الدّورة الخامسة، التي واكبت الفُرُق المتبارية و استندت في عمليّة التّنقيط إلى “بنية المقال” و “سلاسة اللّغة” و “محتوى المقال”، وهو ما جعل المرتبة الأولى من نصيب تلاميذ المؤسّسة التّعليميّة “معارك تكّل”، يليها في الصّف الثّاني تلاميذ مؤسّسة “السّاقية الحمراء”، ثُمّ تلاميذ مؤسّسة “ابن بطوطة” في الصّف الثّالث .

و باشرت أطر الملتقى زوال يوم السبت المُنصرم، تنشيط الجلسات التي ضمّت أساتذة ومدراء صُحُف و إعلاميّين، حيثُ نشّط الجلسة الأولى، الأستاذ “نور الدين مفتاح”؛ رئيس لجنة المُنشأة الصّحفيّة وتأهيل القطاع بالمجلس الوطني للصّحافة، وتمحورت الجلسة ذاتها، حول النّموذج الإقتصادي للمقاولة الصّحفيّة ورهان النموذج التّنموي الجديد، فيما عرفت الجلسة الثّانية من اليوم ذاته، النّقاش حول رهانات التّدبير وإيجاد حلول لتمويل المقاولات الإعلاميّة، التي دارت رحاها تحت تنشيط وتأطير صحفي القناة الأولى “عبد الغني الجبار” .

تواصلت الأوراش الإعلاميّة، التي بُرمِجت طيلة أيّام المُلتقى الوطني الخامس للصّحافة والإعلام بـ”العيون”، و شهدت إقبالاً كبيراً من مُختلف الفاعلين باختلاف مواقعهم وتخصّصاتهم، لتُختتم الفعّاليّات بحفل عشاء على شرف الحضور الذي عاش على أنفاس نجاح هذا الحدث الإعلامي الوطني، حيثُ أجواء البداوة خارج حاضرة المدينة .

إلى ذلك، ركّزَ الملتقى على الخروج بتوصيات حسب ما أفرزتهُ ثلاث جلسات، تتعلّق بـ”النموذج الاقتصادي للمقاولة الصحافية بالمغرب ورهان مواكبة الأوراش الكبرى”، و”المقاولة الإعلامية ورهانات التدبير وإيجاد حلول التمويل”، و”دراسة الجمهور وآفاق تطوير الخطاب الإعلامي” . كما أوصى المشاركون في الملتقى بإحداث صندوق لدعم المؤسّسات الإعلاميّة على المستوى الجهوي (المحلي)، وإبرام شراكات للرّقي بإنتاجها وتعزيز اِستقلاليتها، باعتبارها عاملاً مُهمًّا في تعزيز مسار اللاّمركزيّة وضمان تسويق وطني أمثل لمختلف المناطق التّرابيّة للمملكة، خاصّةً عبر اِعتماد آليتي الدّعم والهيكلة الماليّة والقانونيّة، وبلورة حلول تمويليّة لتقوية عملها جهويًّا، لا سيما في ما يتناسق وينسجم مع النّموذج التّنموي الجديد .