أدلى “عبد الهادي الحويج”؛ وزير خارجيّة الحكومة اللّيبيّة المؤقّتة، المؤيّدة لقوّات الجنرال “خليفة حفتر”، بتصريحات غير مسبوقة بشأن الدّور المغربي في إنهاء النّزاع المُسلّح مع حكومة الوِفاق التي يقودها “فايز السراج” .

 

وحاول “الحويج” في ما يبدو، من خلال تصريحاته الصحفيّة المُدلى بها قبل يومين، التقرُّب من “الرباط” مُستغِلاً بذلك غضب المملكة المغربيّة إزّاء إقصائها من حضور مؤتمر “برلين”، الذي دعت إليه “أنجيلا ميركل” ودعت 11 دولة على مستوى الرُّؤساء لحضورهِ من بينها “مصر” و”الجزائر” و”الكونغو” .

 

في سياق ذلك، قال الدّبلوماسي المُنتمي لمُعسكر “حفتر”، أنّ “الأزمة في ليبيا لا يمكن حلّها دون إشراك المملكة المغربيّة و دول المنطقة، معبّرًا عن أسفِهِ لعدم دعوة الأمم المتحدة الرباط لحضور أشغال مؤتمر برلين، و توجيه دعوة متأخرة لتونس و عدم دعوة دول إفريقيّة فاعلة في المنطقة مثل التشاد” . وأضاف ذات المُتحدِّث؛ أنّ “الحكومة الليبيّة و الشّعب اللّيبي يُقيِّمان عالياً جهود المملكة المغربية على صعيد مواجهة الإرهاب، ومساهمتها في التّسوية السلميّة في ليبيا، مرحبًا بجميع الجهود و المساعي التي يبذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس إقليميًّا و دوليًّا بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا، و هي أزمة أمنيّة قبل أن تكون أزمة سياسية”، على حدِّ تعبيره .

 

هذا، وجاءت هذه التّصريحات رغم وقوف “المغرب” العلني في صف حكومة الوفاق، التي تُعتبر واحدة من نتائج اِتّفاق “الصخيرات” المُعترف بها دوليًّا، ما يعني أنّ الرفض الرّسمي الذي أعلنت عنه المملكة لأي تدخل أجنبي، وخروج “بوريطة” بتصريحات متتالية رافضة بعد إعلان “تركيا” عزمها إرسال قوات إلى “ليبيا”، إشارة ودلالة طمأنة إلى مُعسكر “حفتر” أن الدّول المغاربية لن تُشارك في أي تدخُّل عسكري تقودُهُ “تركيا” .

 

حريٌّ بالذّكر، أنّ “إيطاليا” كانت قد اِقترحت على “ألمانيا” اِستدعاء دول المغرب العربي ومنها “المغرب” للمشاركة في قمة “برلين” حول “ليبيا” لكنَّ “برلين” اِعتبرت حضور هذه الدول غير ضروري وغير مجدي للبحث عن الحل، وهو ما جعل “المغرب” يُصدر بيان شديد اللّهجة ضدَّ “ألمانيا” .