اليوم، ومع تقدم التكنولوجيا أصبح هناك أشكال متعددة من المنبهات، من المنبه العادي في الساعات إلى الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، وهذا ما سهل علينا ضبط أكثر من منبه في أكثر من وقت، وتركه يرن بالصوت الذي نرغب، والمدة التي نضبطه عليها. لكن كيف كان يستيقظ البشر من نومهم قبل اختراع المنبّه؟

وبحسب ذلك، تشرح الكاتبة “إيما برايس” في تقريرها على موقع “لايف ساينس”، أنه على مر العصور كان تحديد الوقت يشكل تحديا كبيرا للإنسان، الذي كثيرا ما حاول إيجاد طرق لمعرفة الوقت، ففي سنة 1500 قبل الميلاد، اخترع الإنسان الساعات الرملية والمائية فضلا عن مصابيح الزيت التي كانت تساعد في معايرة الساعات المنقضية من خلال حركة الرمل والماء والزيت.

ومن جانبها، قالت “ميليندا جاكسون” الباحثة في النوم وعلم النفس بمعهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا في أستراليا، “الإيقاع اليومي عبارة عن عملية موازية تنظم مراحل النوم واليقظة على مدار اليوم، وهذه العملية تتأثر أيضا بالضوء والظلام، مما يعني أن فترات اليقظة والنوم تتوافق عادة مع ضوء الصباح والظلام، لذلك من المحتمل أن تكون هذه هي الطريقة التي استيقظ بها الناس في السابق”.

وذكرت “ساشا هاندلي” المحاضرة البارزة بجامعة مانشستر في المملكة المتحدة، أنه بين القرنين 17 و18 ميلادي، لم يعد الناس يعتمدون على أنفسهم للاستيقاظ صباحا خاصة بعد انتشار أولى المنبهات المنزلية التي كانت بها أثقال تدق جرسا مما يجعلها بمثابة منبه.

أما بالقرن الـ 19، فقد كانت العائلات البريطانية الثرية توظف أشخاصا لإيقاظهم صباحا، حيث يقوم هؤلاء بالنقر على النوافذ باستخدام عصا طويلة، ولكن تم استبدال هؤلاء الأشخاص المكلفين بإيقاظ الناس تدريجيا مع انتشار الساعات المنبهة الرخيصة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.

وتفيد الباحثة أن أجدادنا كانوا يقومون بطقوس مختلفة فترة المساء، حيث كانوا يتناولون مشروبات أساسها الأعشاب، ويملؤون وسائدهم بالورود المعطرة ويقومون بأنشطة مختلفة كالصلاة والتأمل كي يناموا جيدا. وبهذا الصدد، قالت “هاندلي” إنه يتوجب علينا القيام بمثل هذه الأنشطة ليلا كي نتمكن من الإستيقاظ صباحا بكل سهولة.