تدخل الحرب في اليمن  اليوم الثلاثاء (26 مارس)؛ سنتها الرابعة في ظل أزمة إنسانية أدت إلى خسائر بشرية فادحة  هي الأسوأ، فرغم الجهود المبذولة عبر المسار التفاوضي لإيجاد حل سلمي للنزاع، قادت واحدة من ثورات “الربيع” البلاد بهدف الإصلاح؛ إلى خراب شامل.

الأزمة  القائمة منذ أعوام، بدأت عندما خرج الشعب اليمني كغيره من الشعوب التواقة إلى التغيير إبان فبراير 2011، مطالبا برحيل الرئيس “علي عبد الله صالح” ؛  وسط إشادات بسلمية الثورة اليمنية الطامحة لإصلاح البلاد.

الأخير  نقل السلطة لنائبه “عبد ربه منصور هادي”، ليتحول الحراك تحول إلى مواجهات مسلحة بحلول مارس 2013،  وسط رفض سياسات “هادي” التي وصفها الحوثيون بالفاسدة،  الجماعة التي ترى فيها المملكة العربية السعودية و دول التحالف العربي؛ إمتدادا للخطر الشيعي الإراني؛ يستوجب عاصفة للحزم.

غشت الذي يليه؛ تدخل مدينة “صعدة” رحى  مواجهات عسكرية مع القوات اليمنية، ستسفر آنذاك عن سقوط عشرات القتلى، قبل أن يتمكن هؤلاء  من السيطرة على “صنعاء”، ما اعتبرت “السعودية” تهديدا لأمنها القومي.

أواخر مارس 2015؛ الرياض و خلفائها يباشرون عملية عسكرية حملت اسم “عاصفة الحزم”،  لمساعدة القوات الحكومية اليمنية في استعادة سيطرتها على المناطق التي انتزعها الحوثيون، مواجهات عسكرية شابها في هذا البلد الفقير، شبهة ارتكاب جرائم حرب ضد المدنين العزل.

في سياق متصل، خلف الصراع اليمني معاناة إنسانية تعد الأسوأ في العالم، وفق منظمة الأمم المتحدة، بين نزوح ومجاعة وكوليرا، أصبح أزيد  80 بالمائة من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14,3 مليون شخص بشكل عاجل.

ومن جانبها، تقول منظمة “سيف ذي تشيلدرن” الإنسانية البريطانية أن قرابة 85 ألف طفل ماتوا من الجوع أو المرض في الفترة بين أبريل 2015 وأكتوبر 2018، وقتل آخرون خلال المعارك.

إلى ذلك، أوقعت الحرب الدائرة في اليمن نحو 10 آلاف قتيل منذ بدء عمليات التحالف في 26 مارس 2015، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، في حين تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الفعلي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.