جدّدت المملكة المغربية وجمهورية العراق، خلال مباحثات رفيعة المستوى، التأكيد على دعمهما الثابت للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. كما شدد البلدان على رفضهما القاطع لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية.
توافق مغربي-عراقي حول القضية الفلسطينية
جاء هذا الموقف المشترك خلال ندوة صحافية عقدت يوم السبت 8 فبراير 2025 بالرباط، عقب لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق، فؤاد حسين، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب.
وأكد بوريطة على أن موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت وراسخ، وأن “القرار دائماً بيد الفلسطينيين”، فيما وصف فؤاد حسين مخطط التهجير بأنه “خطير جداً”، محذراً من أنه يعيد القضية الفلسطينية إلى سياق “ملف لاجئين”، ويخلق عراقيل جديدة أمام دول الجوار، خاصة مصر والأردن.
العراق يشيد بجهود المغرب في دعم القدس
وفي إطار دعم القضية الفلسطينية، أشاد وزير الخارجية العراقي بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، للدفاع عن هوية المدينة المقدسة وحماية مكانتها التاريخية كرمز للتعايش بين الديانات السماوية. كما أثنى على المشاريع الإنسانية والاجتماعية التي تنفذها وكالة بيت مال القدس الشريف لصالح المقدسيين.
وفي سياق آخر، جدد فؤاد حسين دعم العراق لسيادة المغرب ووحدة أراضيه، في إشارة واضحة إلى العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين.
تنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية والدولية
تناولت المباحثات بين الوزيرين أيضاً الأوضاع في سوريا، حيث تطابقت وجهات نظر البلدين بشأن ضرورة احترام وحدة وسيادة سوريا الوطنية، مع التأكيد على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار فيها في إطار وحدة وطنية جامعة.
كما شدد الطرفان على مواصلة تنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية، بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.
إعفاء متبادل من التأشيرات لحملة الجوازات الدبلوماسية
وفي ختام اللقاء، وقع الجانبان على مذكرة تفاهم للإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، وهو ما يعكس رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية وتسهيل التعاون الدبلوماسي بينهما.
يذكر أن زيارة وزير الخارجية العراقي إلى المغرب، التي تمتد من 5 إلى 9 فبراير 2025، تعد الأولى من نوعها منذ تولّيه منصبه، وتأتي استجابةً لدعوة رسميّة من نظيره المغربي ناصر بوريطة.