أثار تعليق لافتة تحمل عبارة “إسبانيا والصّحراء” على واجهة مقر وزارة الشّباب والطّفولة في مدريد جدلاً واسعًا في الأوساط السّياسيّة الإسبانيّة، بعد أن اعتُبر تعبيرًا رمزيًّا يتعارض مع الموقف الرّسمي للحكومة بشأن قضيّّة الصحراء المغربيّة.
المبادرة التي أطلقتها الوزيرة سيرا ريغو، العضو في حزب اليسار الموحّد، جاءت امتدادًا لنشاط استضافت خلاله الوزارة، في يوليوز الماضي، مجموعة من الأطفال الصّحراويّين القادمين من مخيّمات تندوف ضمن برنامج “عطل في سلام”، حيث رسم الأطفال جدارية تتضمّن العبارة ذاتها داخل مقر الوزارة.
وتُعدّ سيرا ريغو من الوجوه البارزة في تحالف “سومار” اليساري، المشارك في الحكومة الإسبانيّة، والمعروف بمواقفه المتعاطفة مع الطّرح الانفصالي في الصّحراء، بخلاف الموقف الرّسمي المعتمد من قبل رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي أعلن سنة 2022 دعمه الواضح لمبادرة الحكم الذّاتي المغربيّة.
واعتبرت وسائل إعلام إسبانيّة أنّ استمرار عرض اللّافتة على مبنى حكومي لأكثر من شهريْن يبرز التّباين داخل الائتلاف الحكومي، ويعيد إلى الواجهة الخلافات بين مكوّنات اليسار بشأن هذا الملف الحسّاس.
وكان الموقف الرّسمي الإسباني من قضيّة الصّحراء قد شهد تحوّلاً بارزًا في أبريل 2022، بعد توقيع إعلان مشترك بين المغرب وإسبانيا، أكّد فيه سانشيز أنّ مبادرة الحكم الذّاتي، التي تقدّم بها المغرب سنة 2007، تمثّل الأساس الأكثر جديّة ومصداقيّة لحل النّزاع الإقليمي.
ورغم انتقادات أحزاب يساريّة داخل الائتلاف الحكومي، مثل اليسار الموحّد و”بوديموس”، لم تنسحب هذه التّشكيلات من الحكومة، واكتفت بمواقف رمزيّة في مناسبات محدودة، كان آخرها خطوة وزارة الشّباب التي اعتُبرت رسالة رمزيّة أكثر منها موقفًا رسميًّا.