أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية بسبب مرض جدري القرود.

ووصفت منظمة الصحة جدري القردة، أمس السبت، بأنه “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”.

وتسعى المنظمة عبر دق ناقوس الخطر حول هذا المرض إلى تنسيق الجهود الدولية من أجل تسريع تطوير اللقاحات وتنفيذ الإجراءات الضرورية للحد من انتشار الفيروس، بعدما تفشى في أكثر من 60 دولة.
وإذا كانت منظمة الصحة تسعى إلى تضافر الجهود من أجل محاصرة جدري القرود، فإن المغرب رغم خلوه من هذا المرض كان قد أعلن عن وضع مخطط شامل للتصدي للفيروس الجديد، عبر تكثيف المراقبة على مستوى مناطق العبور، والتكفل بالحالات المشتبه بها.

وحسب البروفيسور مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات بكلية الطب بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فإن تطور الوضعية الوبائية في المغرب هي التي ستحدد طبيعة التعامل والتصدي، والإجراءات التي سيتم اتخاذها بما في ذلك اللجوء إلى توفير اللقاحات.

وأضاف أن “لقاح الجدري أثبت فعاليته ضد هذا الفيروس، لكن لحد الآن لا تزال الوضعية مستقرة في المغرب، ولم نصل بعد إلى مرحلة توفير اللقاح”.

ودعا الخبير في علم الفيروسات المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم مخالطة من تبدو عليه أعراض المرض، فضلا عن ضرورة مسارعة كل من بدت عليه أعراض المرض إلى التوجه نحو المستشفيات من أجل تشخيص حالته.

من جهته، أكد البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة “كورونا”، أن مرض جدري القرود معروف في مناطق وسط وغرب افريقيا، إلا أنه انتقل في الآونة الأخيرة إلى الدول الغربية بسبب استيراد بعض الحيوانات الأليفة.

ولفت المتوكل إلى أن سرعة انتشار جدري القرود بطيئة جدا مقارنة بفيروس “كورونا” والأنفلونزا الموسمية.

وأضاف “نحن بلد مفتوح يأتيه السياح من مختلف أنحاء العالم، ولا نعرف ما إذا كنا سنسجل إصابات أخرى بجدري القرود من عدمه، لكن المؤكد أن وزارة الصحة تعمل على تتبع هذا المرض عبر برنامج اليقظة الوبائية”.

ودعا المصدر ذاته إلى مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتفادي المصافحة بالطرق التقليدية المتعارف عليها، مع ضرورة مسارعة كل من يشعر بأعراض المرض إلى التوجه نحو المستشفيات من أجل تشخيص حالته، وتقديم الرعاية الضرورية له.

وسجل المتوكل أن المغرب بإمكانه تصنيع لقاحات جدري القرود في مصنع تصنيع اللقاح ببنسليمان، لكن لحد الآن لا يبدو أن هناك حاجة ملحة لمثل هذا اللقاح.

وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، قد أكد خلال جلسة برلمانية أن خطورة انتقال عدوى فيروس جدري القردة ضئيلة جدا، لكونه لا ينتشر بسرعة، مستبعدا أن يتحول إلى وباء كما هو حال فيروس “كورونا”.

ولفت وزير الصحة إلى أن فيروس جدري القردة اكتشف عند المثليين بنسبة كبرى، لأن عملية الاحتكاك تسرع من انتقاله من شخص إلى آخر.

وسجل المغرب لحد الآن حالة واحدة فقط بخصوص فيروس جدري القرود، تبين أنها وافدة من أوروبا يوم 2 يونيو الماضي.

ويمر الفيروس من مرحلة الحضانة من 5 أيام إلى 21 يوما، ثم يتوالد في جسم الإنسان، وبعد ذلك تأتي مرحلة الاكتساح، حيث تظهر الأعراض لمدة ثلاثة أيام، مثل ارتفاع الحرارة والآلام والتعب.

ويتوفر المغرب على أربعة مختبرات قادرة على الكشف عن مرض جدري القرود.

وحسب وزير الصحة، فإن الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالمرض يتم عزلهم في البيت لمدة ثلاثة أسابيع، ولا يتم نقلهم إلى المستشفى إلا في الحالات الحرجة، التي يصاب فيها المريض على مستوى الرئة أو المخ.