في ظل تعثر حركة النقل البري بين المغرب وموريتانيا على مستوى معبر الكركارات، بسبب العرقلة التي تقف جبهة البوليساريو الانفصالية وراءها، بدأت أصوات الموريتانيين تتعالى، خوفا من تضرر أمنهم العذائي بسبب انقطاع الموارد المغربية على أسواقهم.

ونقلت وسائل إعلام موريتانية، الأحد، صورا صادمة، لأسواق في مدن متفرقة منها العاصمة نواكشوط، فارغة من المواد الغذائية وخصوصا الخضر، بسبب عدم دخول شحنات الخضر من المغرب، بسبب توترات الكركارات.

وفي ذات السياق، نقلت ذات المصادر، صرحخة مواطنين موريتانيين، يشتكون نذرة المواد الغذائية التي اعتادت البلاد استيرادها من المغرب وخصوصا الخضر، كما يشتكون من الارتفاع الصاروخي لأسعار ما توفر من الخضر في الأسواق، حيث ارتفع ثمن بعضها، مثل الطماطم ب300 في المائة، مقارنة مع فترة النشاط العادي لمعبر الكركارات.

صحافيون موريتانيون، نقلوا هموم المواطنين لشبكات التواصل الاجتماعي، حيث كتب بعضهم أن ما أقدمت عليه جبهة البوليساريو الانفصالية في معبر الكركارات، هو حرب على المواطن الموريتاني لأنها مسته في أمنه العذائي.

و كان إستمرار إغلاق المعبر قد دفع الأمم المتحدة إلى إصدار دعوة بعدم عرقلة الحركة في معبر الكركارات مما أغضب جبهة البوليساريو الانفصالية.

واتهمت الجبهة الانفصالية، في بيان لأمانتها العامة، أصدرته في وقت متأخر من ليلة أمس الأحد، الأمم المتحدة بتبني خطاب المغرب، في أزمة الكركارات، معتبرة أن ما يقع على المعبر هو “وقفات احتجاجية عفوية وسلمية”.

وكان أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، قد طالب مرة أخرى، جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة من الجزائر، بمغادرة المنطقة العازلة بالكركارات، الواقعة عند الحدود المغربية – الموريتانية، وعدم عرقلة حركة السير المدنية، والتجارية المنتظمة في المنطقة.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمره الصحافي اليومي في نيويورك، الأسبوع الماضي: “نذكر بأن حركة السير المدنية والتجارية المنتظمة لا يجب أن تتعرض للعرقلة، ولا يجب اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكل تغييرا للوضع القائم في المنطقة العازلة”.
وأعرب دوجاريك عن تنديده بوجود مجموعة من “خمسين شخصا” ينتمونإلى جبهة البوليساريو، رصدتهم عناصر بعثة “مينورسو” الأربعاء بالكركارات، حيث “كانوا يعرقلون حركة السير في المنطقة”.
وقال دوجاريك إن الأمم المتحدة تحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لتهدئة التوترات، مبرزا أن المينورسو عبأت المزيد من عناصرها في المنطقة للمساعدة في نزع فتيل أي توتر، وفتح الطريق أمام حركة السير المدنية، والتجارية، مشيرا إلى أن البعثة ستواصل مراقبة الوضع عن كثب.