ما زالت موجة الحر الشديد التي تعرفها أغلب مدن المملكة تهدد بإشعال المزيد من الحرائق خلال الفترة المقبلة، في ظل توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية بتواصل ارتفاع درجات الحرارة طيلة الأيام القادمة.

ويعرف العالم، منذ أيام، موجة حر غير مسبوقة أدت إلى اندلاع الكثير من الحرائق بدول عدة، وهو ما أرجعه خبراء المناخ إلى فداحة التغيرات المناخية التي تسببت في رفع درجة حرارة الكرة الأرضية بفعل انبعاثات الغازات السامة.

واندلعت العديد من الحرائق بغابات شمال المملكة بعد تجاوز الحرارة درجة 45 مائوية، ما أفضى إلى احتراق مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، لكن السلطات العمومية نجحت في إخمادها بعد الاستعانة بطائرات “كنادير” و”درون” المتطورة.

وفي ظل التوقعات الجوية بارتفاع درجات الحرارة من جديد، تتخوف ساكنة المناطق الزراعية بشمال وجنوب المملكة من اندلاع الحرائق مرة أخرى لتوفر شروط اشتعالها خلال الفترة الصيفية.

وبهذا الخصوص، قال رشيد فسيح، ناشط بيئي رئيس جمعية “بييزاج لحماية البيئة” بأكادير، إن جمعيته “تطرقت إلى كل تلك المعطيات المتعلقة بالتغيرات المناخية بشكل مفصل في تقرير نشرته سنة 2013، وحذرت من تفاقم الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة واندلاع الحرائق وتساقط الثلوج بمناطق غير معهودة”.

وأضاف فسيح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن جمعيته “دعت الدولة إلى إحداث صندوق للتدخل في حالات الكوارث والطوارئ البيئية بالمغرب، إلى جانب مواصلة مهام التوعية والتحسيس بمخاطر التغيرات المناخية على الصعيد الوطني”.

وأوضح الناشط البيئي ذاته أن “المغرب يوجد في الصفوف الأمامية لانعكاسات التغيرات المناخية بسبب موقعه الجغرافي، حيث أصبحت المنطقة شبه صحراوية جراء ارتفاع درجات الحرارة، ما يفاقم حدة الحرائق الصيفية، وكذا انخفاض حقينة السدود بسبب تراجع التساقطات المطرية”.

وتابع بأن “ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يهدد باندلاع المزيد من الحرائق، وهو أمر متوقع هذه السنة بسبب الجفاف الحاد”. وزاد: “يجب تكثيف حملات التحسيس للتقليل من السلوك البشري المتسبب في تلك الحرائق خلال هذه الفترة، عبر استهداف الرحل وسكان القرى ومواقع التخييم”.

وختم رشيد فسيح تصريحه بالقول: “في مجال التوعية، قدنا تجربة رائدة بضواحي مدينة أكادير لتحسيس سكان ستة قرى بخطورة الحرائق، بعد اندلاع حريق مهول سنة 2014، وهو المشروع الذي اشتغلنا عليه بصفة سنوية في الوسط القروي والمجتمعي والسياسي، ما جعل تلك المنطقة محمية من الحرائق إلى حدود الساعة بفضل تغير السلوك البشري”.