ليس هناك معايير خاصة للنجاح، هذا ما استطاعت “نوجين مصطفى” ذات 19 ربيعا إثباته للعالم، لتكون مثالا حيا لقوة الإرادة و المثابرة، هذه الفتاة التي لم يخطر في بالها يوما أن حياتها ستتحول لكتاب، وأن تطلب دور النشر حول العالم بترجمته إلى 13 لغة عالمية.

غزت قصة”نوجين مصطفى” مواقع التواصل في العالم، وهي لاجئة كردية سورية، تركت بلدها في حالة حرب عبر البحر نحو “ألمانيا”، وكان ذلك؛ بغية أن تبدأ حياة جديدة رغم تحديات إعاقة جسدها، حياة ألهمت العالم من مشاهير السياسة والإعلام والرياضة، فضلاً عن نجوم السينما والشاشات العالمية وذوي الاحتياجات الخاصة والمراهقات والمراهقين.

وكانت قد نشرت “نوجين”، سيرة حياتها في كتاب كتبته باللغة الإنجليزية، التي طورتها بنفسها دون الذهاب إلى المدرسة طيلة فترات حياتها، وبعد وصولها إلى ألمانيا في أواخر عام 2016، شاركتها الكاتبة البريطانية “كريستينا لامب” في إمراق ذات العمل إلى حيّز الوجود.

هذا الكتاب، غنيٌّ ومليءٌ بالأحداث، والآلام والتفاصيل الحزينة أحيانا، والمرعبة أحياناً أخرى، ويُخيل للقارئ للوهلة الأولى أنها قصة من وحي الخيال، لكنه سرعان ما يدرك أنها الحياة الحقيقية التي عاشتها “نوجين” في زمن الحرب.

تجدُرُ الإشارة، إلى أنّ الكتاب لا يشمل فقط رحلة حياتها المليئة بالتحدي وتفاصيل تجاوز العقبات في كل مرحلة، بل هو أيضاً رسالة إلى العالم، بينت فيه الكاتبة ومن خلال عملها، الوجه الإنساني للاجئين الذين تركوا بلدانهم رغماً عنهم بسبب الحروب، بل وكيف أنهم ليسوا أرقاماً ليخافها الغرب، بقدرما هم بشرٌ جارت عليهم الحرب، ولا يسعهم إلاّ الدّمج، حتى يبذلوا كُلّ ما لديهم في سبيل العطاء المثمر، لأنهم قادرون على المساهمة في بناء المجتمعات والبلدان التي لجأوا إليها.