بدأ رئيس شركة “هواوي” ومؤسّسها، “رن تشنغ”، سنة 1987 بتأسيس شركة صغيرة بقيمة 6600 دولار، حينها لم يخطُر بباله أنّ شركتهُ الصّغيرة، ستنمو وتصبح عملاقة الإتّصالات حول العالم لاحقاً، بل ولم يكن يعلمُ أنّهُ سيصبحُ يوماً ما من أغنى أغنياء العالم، حيثُ تُقدّرُ ثروتهُ الشّخصيّة، ما يُقاربُ الـ1,7 مليار دولار، إذ يعمل لحسابه وفي جميع أنحاء العالم حوالي 180 ألف موظّف.

لم تسلم شركة “رن تشنغ” من الإتّهامات، بل أبرحت بالكثير منها، خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيثُ انصبّت عليها الأنظار وبشكلٍ غير معهود.

وبرغم أنّ “تشنغ” يميل أحياناً إلى العزلة، إلاّ أنّهُ بدأ بالتحدُّث إلى الصحفيّين مؤخراً للدّفاع عن شركته، وسط ازدياد الضغوطات عليها من “الولايات المتحدة” ودول أخرى بسبب المخاوف الأمنية حول دور “هواوي” في بناء شبكات ” 5G ” حول العالم، وطبيعة علاقة الشركة بالحكومة الصينيّة.

ومن المتوقع أن تصل أرباح الشركة السنوية لهذا العام إلى 125 مليار دولار، أي ما يعادل 96 جنيه استرليني.

وقال تشنغ: “نفضّل إيقاف عمل شركة هواوي على أن نضرّ بمصالح عملائنا”، وأضاف أنّهُ : ” على الرغم من دعمي للحزب الشيوعي الصيني، لكنني لن أفعل أي شيء قد يضرُّ بأية دولة أخرى”.

ذات المُتحدّث أردف، بخصوص المُعدّات الذي يُزوّدونها لشركات الإتّصالات، بالقول : “يعتقد البعض في الدول الغربية أن منتجات هواوي لديها طابع أيديولوجي معين، وهذا أمر سخيف، فنحن نزود شركات الاتصالات بالمعدات، والمعدات لا تملك أيديولوجية”.

وبشأن ولادة شركة “هواوي”، ففي عام 1978، بعد عامين من وفاة الزعيم الصيني “ماو تسي تونغ”، انضم “تشنغ” إلى الحزب الشيوعي بعد أن كان قد اخترع أداة أساسية للإستخدام في اختبار المعدّات المتقدمة في مصنع الملابس، الأمر الذي لم يكن مسموحاً له من قبلُ بسبب ارتباط والده بالجانب القومي الخاسر في الحرب الأهلية الصينية على حد تعبيره.

وقد سُجن والده في ستينات القرن الماضي بسبب “انسياقه للرأسمالية”، وهو مصطح تحقيري كان يستخدم للإشارة إلى أولئك الذين كانوا يحاولون استعادة الرأسمالية. كما كان “تشنغ” يأمل بأن يصل إلى ما يعادل رتبة مقدم في الجيش، ولكن حدث العكس وسُرِّح من الجيش عام 1983 عندما قلّصت “الصين” من أعداد الضبّاط المهندسين.

وبعد انتقاله إلى “شنزن”، جنوب “الصين” والعمل في القطاع الالكتروني الوليد، تمكّن أخيراً من جمع ما يكفي من المال لتأسيس شركة “هواوي”.

وبخصوص مشواره الدّراسيِّ، فقد درس “رن تشنغ” ( مواليد 1944 ) الهندسة في جامعة “تشونغكينغ” في “الصين”، ثم التحق بمعهد أبحاث جيش التحرير الشعبي الصيني في ذروة الاضطرابات التي سببتها الثورة الثقافية في البلاد في ستينيات القرن الماضي، آنذاك كانت هناك فوضى في كل مكان تقريبا بما في ذلك قطاعي الزراعة والصناعة.

حريٌّ بالذّكر، أنّهُ في تلك الفترة، كان يُخصص لكل شخص ثلث متر فقط من القماش، وبالكاد كانت كافية للتّرقيع، ولذلك يقول “تشنغ” : “لم أكن أرتدي ملابس خالية من الرّقع عندما كنت يافعاً”، إلاّ أنّهُ حينما أصبح مهندساً، أرسل للمساعدة في بناء مصنع للملابس الجاهزة في “لياويانغ”، شمال شرقي “الصين”.