الولاية الأمريكية ذات الكثافة السكانية المنخفضة ألاسكا، على استعداد أن تدفع مبلغًا قد يصل إلى 2000 دولار شهريًا لكل فرد في الأسرة بغض النظر عن العمر كبدل نقدي مقابل الانتقال والحياة فيها، كجزء من برنامج الحكومة الذي استطاع حتى الآن إنفاق ما يقرب من 21 مليار دولار لكل من انتقل إلى ألاسكا للحياة فيها بحسب ما ورد في الصحيفة المالية الأمريكية “بيزنس إنسايدر”.

يختلف المبلغ المدفوع لكل فرد من عام لآخر على حسب احتياطي النفط الموجود في الدولة، حيث شهد عام 2015 ارتفاعًا في البدل النقدي ووصل إلى 2075 دولارًا للفرد، بينما انخفض بشكل حاد إلى 1100 دولار العام الماضي، فإذا استطعت الحياة في ولاية ألاسكا 180 يومًا في السنة ويخلو سجلك المدني من الجرائم فأنت مؤهل للحصول على بدل الحياة الشهري.

الولاية الأمريكية ذات الكثافة السكانية المنخفضة ألاسكا، على استعداد أن تدفع مبلغًا قد يصل إلى 2000 دولار شهريًا لكل فرد في الأسرة بغض النظر عن العمر كبدل نقدي مقابل الانتقال والحياة فيها

على كل فرد يتخذ قرار الانتقال إلى ألاسكا التفكير في أن البدل الشهري ليس كل ما يهم، إذ إنها من أكثر المناطق الباردة في العالم، بالإضافة إلى سوء التغطية الشبكية هناك وارتفاع أسعار المنتجات والسلع بسبب تكلفة الشحن، حيث تقع الولاية في أقصى شمال غرب الولايات المتحدة.

 بورميدا: هل يتحقق حلم الـ2000 يورو في 2018؟

بورميدا قرية بسيطة ضمن بلدية ليجوريا تقع في شمال إيطاليا، ذات كثافة سكانية شديدة الانخفاض تبلغ نحو 450 مواطنًا، إلا أنها لم تُعان من انقراض للسكان بفضل جهود البلدية التي تحاول أن تحافظ على الوضع الديموغرافي للمنطقة من خلال انخفاض أسعار الإيجار وتكاليف الحياة البسيطة.

المنطقة جبلية والحياة فيها بسيطة للغاية ومحدودة الخيارات، إلا أنها خالية من ضغط المدن الكبرى بالتأكيد، وعلى الرغم من بساطتها فإنها تسببت في ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما عرض عمدة “بورميدا” واسمه دانيلا جاليانو على البلدية أن تعمل على مشروع جذب السكان لبورميدا من خلال عرض مالي شهري مقابل الانتقال فيها يصل إلى 2000 يورو لكل فرد.

تلقى العمدة ما يقارب الـ17 ألف استفسار عن العرض خصوصًا بعد نشره ذلك على حسابه الرسمي على فيسبوك، إلا أنه أوضح أن الأمر هو عرض عرضه على البلدية لجذب مزيد من السائحين والمستثمرين للحياة في بورميدا خوفًا من النقص الحاد في عدد السكان، وأعرب أنه مشروع مطروح من المتوقع تنفيذه خلال هذا العام الحاليّ، فإن كنت من هواة الحياة البسيطة بين الجبال وعدد محدود من السكان، فعليك متابعة أخبار قرية “بورميدا” هذا العام.

استطاعت شيلي جذب العديد من رواد الأعمال من 79 دولة مختلفة، لتكون أحد محاور الشركات الناشئة الجديدة في أمريكا اللاتينية

 وادي “الشيليكون” يدعو رواد الأعمال للحياة في شيلي

وادي الشيليكون نسبة إلى “شيلي” الذي يجذب رواد الأعمال أصحاب الشركات الناشئة والصغيرة للاستثمار والعمل في “شيلى” من خلال عرض مالي يصل إلى 12 ألف يورو، بالإضافة إلى إقامة عمل طويلة الأجل في البلد، وهو مشروع مُدعم من الحكومة في شيلي يعمل على جعل الاقتصاد الشيلي من أقوى الاقتصادات الناشئة في أمريكا اللاتينية.

استطاعت شيلي جذب العديد من رواد الأعمال من 79 دولة مختلفة، لتكون أحد محاور الشركات الناشئة الجديدة في أمريكا اللاتينية بحسب ما ورد في صحيفة “الغارديان”، حيث تكون شيلي، على غير عادة البلاد المتطورة في مجال ريادة الأعمال، من أرخص البلاد من حيث تكلفة المعيشة وتكلفة العمل فيها.

تعرض شيلي ثلاثة برامج على كل من يرغب في إنشاء شركته الجديدة هناك، البرنامج الأول هو “S factory” وهو برنامج خاص بتشجيع رائدات الأعمال النساء على إنشاء مشاريعهن الخاصة مقابل 12 ألف يورو، أما البرنامج الثاني فهو برنامج “seed” لكل رائد أعمال وصاحب أفكار إبداعية ولديه منتج يسعى للترويج له، ويحصل في المقابل على 24 ألف يورو، أما البرنامج الأخير فهو برنامج “Scale” الذي يدعم الشركات متوسطة الحجم المُنشأة في شيلي ويحصل على 72 ألف يورو.

 كانديلا والحياة في منتجع مقابل 2000 يورو

كانديلا قرية صغيرة في بوليا في جنوب إيطاليا، عرض فيها العمدة الإيطالي نيكولا جاتتا مبلغًا ماليًا يصل إلى 2000 يورو مقابل الانتقال والعيش هناك للحد من النقص الحاد في الكثافة السكانية لمنطقة بوليا، حيث ذكر العمدة في تقرير على “سي إن إن” أنه يرغب في أن يُعيد الكثافة السكانية للمنطقة كما كانت في التسعينيات، حيث وصلت إلى 8000 نسمة في ذلك الحين لكنها انخفضت إلى 2700 نسمة في عام 2017.

أصبح من الشروط أن يكون الفرد مقيمًا دائمًا في كانديلا ويستأجر بيتًا ويكون لديه وظيفة ويحصل على راتب لا يقل عن 7500 يورو شهريًا

منطقة “بوليا” وبالأخص قرية “كانديلا” هي منطقة تاريخية تتمتع بمناظر خلابة ومحيط بها الجبال والبيوت بيضاء اللون على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها كغيرها من كثير من المناطق التاريخية في إيطاليا تعاني انخفاضًا حادًا في الكثافة السكانية وهجرة مستمرة من السكان إلى المدن الكبرى، حيث استغل عمدة تلك المناطق هذا في تحويل المنازل المهجورة إلى فنادق سياحية لتوفير فرص عمل للسكان وجذب السياحة.

بحسب تقرير صحيفة “الإندبندت” البريطانية فإن مشروع الـ2000 يورو نجح نسبيًا في كانديلا، بل وجذب أيضًا العديد من السياح في الوقت نفسه، إلا أنه لم يستمر طويلًا حتى قام العمدة “جاتتا” ببعض التعديلات عليه بعدما قرر الكثيرون الانتقال إلى كانديلا، فأصبح من الشروط أن يكون الفرد مقيمًا دائمًا في كانديلا ويستأجر بيتًا ويكون لديه وظيفة ويحصل على راتب لا يقل عن 7500 يورو شهريًا، حينها تستطيع الحكومة منحه بدل شهري بمقدار 800 يورو للأعزب و1200 يورو للزوجين و2000 يورو للعائلات خالية من الضرائب.

تشترط الحكومة السويسرية أن يكون الفرد تحت سن الخامسة والأربعين، ومطلوب منه أن يبني أو يشتري منزلًا في المدينة للبقاء فيها ما لا يقل عن 10 سنوات

 سويسرا من الممكن أن تدفع لك أيضًا

إن كان حلمك هو الحياة في قرية بعيدة وهادئة للغاية فهناك قرية في سويسرا على استعداد أن تحقق لك هذا الحلم مقابل مبلغ مالي أيضًا، مدينة “ألبينين” في إقليم فالايس ترغب في إعادة تسكين المدينة بعدما انخفضت فيها الكثافة السكانية بشكل حاد إلى 240 نسمة، مقابل مبلغ مالي يصل إلى 7 آلاف يورو لكل طفل في العائلة، وذلك لأن كل المهاجرين من المدينة كانوا عائلات ومعهم أطفالهم مما أدى إلى غلق المدرسة الموجودة في المدينة بحسب تقرير صحيفة “تيلغراف”.

تشترط الحكومة السويسرية أن يكون الفرد تحت سن الخامسة والأربعين، ومطلوب منه أن يبني أو يشتري منزلًا في المدينة للبقاء فيها ما لا يقل عن 10 سنوات وأن يتعلم اللغة الألمانية (لغة المدينة الأولى)، وإلا يتم مصادرة العرض منه في حالة مخالفة ذلك أو في حالة الحياة في منطقة أخرى بدلًا من مدينة “ألبينين”.

لا تقتصر القائمة على هذه المدن فحسب، إذ تعاني الكثير من المدن انخفاضًا حادًا في الكثافة السكانية وخلوًا في الوظائف وخصوصًا الحرف اليدوية، قد لا تدفع لك الكثير من المدن التي تعاني من ذلك مبلغًا ماليًا للانتقال إليها، إلا أن تكلفة العيش فيها والتملك أو الاستئجار قد تكون رخيصة جدًا فلا تحتاج البدل الشهري الذي تدفعه بلاد أخرى، ويجب الذكر أن المدن التي تدعو للانتقال إليها تُعاني من قلة أو سوء في الخدمات فلا يهجرها سكانها من فراغ، إلا أن الحياة في قرية صغيرة وبسيطة حلم الكثيرين، وهم أكثر من سيهتم بهذه القائمة.