تستمرُّ قضيّة اختفائه على قيد الحياة، وتتطوّر تفاصيلها مُتسارعةً لتظهر من جديدٍ على الواجهة، في شكلٍ من الأشكال التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبعد الإنسانيِّ الذي كان يتقلّدُهُ “الخليل أحمد بريه”؛ المُستشار السّابق المُكلّف بحقوق الإنسان لدى جبهة الوليساريو، الذي تمّ اختفاؤه في “الجزائر” وسط ظروفٍ غامضة منذ سنة 2009.

على ضوء ذلك، نظّم عشرات المُحتجزين بمخيّمات “تندوف” وقفةً احتجاجيّة، أوّل أمس الأربعاء، وذلك أمام مكتبِ مفوّضيّة شؤون اللاجئين في منطقة “الرّابوني”، حيثُ مقرُّ البوليساريو بـ”تندوف”، قصد المطالبة بالكشف عن مصير المُختفي، “الخليل أحمد”، الذي يُعتبر أحد مؤسّسي وقادة جبهة البوليساريو، حيثُ جرى استدعاؤه من قبل أحد ضبّاط المخابرات الجزائريّة في يناير 2009، إلاّ أنّهُ تمّ اختطافه بعد ذلك بطريقة غامضة، وانقطعت أخباره منذئذٍ، بسبب الملفات الأمنيّة السريّة التي كان يتوفّر عليها، بعدما توتّرت علاقته بـ”محمد عبد العزيز”، زعيم الجبهة الذي توفي قبل ثلاث سنوات من الآن.

وأقدمت بعض الفعّاليات الصّحراوية، على إنشاء صفحة في موقع التّواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تسمى “كلّنا الخليل أحمد بريه”، تسعى إلى التّعريف بقضية المُختطف ونقل جميع تطوّرات الملف.

حريٌّ بالذّكر، أنّ عشرات السّكّان الصّحراويّين توافدوا على منطقة “الرّابوني”، التي شهدت تنظيم وقفة تصعيديّة، عرفت رفع شعار : “لا كلل لا ملل..الخليل هو الحل”، رغم المضايقات التي تعرّضت لها من قبل قيادات الجبهة، التي تلتزم الصّمت حيال مصير “الخليل أحمد”، الذي يلقّبه البعض بالعُلبة السّوداء لـ”البوليساريو”.