بالتزامن مع التوتر، الذي تعرفه منطقة الكركارات، وعرقلة عناصر البوليساريو لحركة النقل بين المغرب وموريتانيا، يواصل المغرب افتتاح قنصليات جديدة في الأقاليم الجنوبية لدول إفريقية قررت اعتماد تمثيليات دبلوماسية لها في مدن العيون، والداخلة.

وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، اليوم الثلاثاء، أن ناصر بوريطة، ترأس مراسيم افتتاح قنصليتين جديديدتين إحداهما لمملكة إسواتيني في مدينة العيون اليوم، رفقة نظيره ثوليسيل دلادلا، وثانية لجمهورية زامبيا، بحضور الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية الزمبي، شالوي لومبي.

وكان المغرب قد افتتح، خلال الأسبوع الماضي، ثلاث قنصليات جديدة لدول إفريقية، في مدينة الداخلة في الأقاليم الجنوبية، ما أثار غضب جبهة البوليساريو الانفصالية، وردت على عزلتها ببيان غاضب، وصفت فيه هذا الافتتاح بالاستفزاز الجديد، والخطير.

بعد أن أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قبل أيام قليلة، أن الإجراء يأتي كرد صريح  على استفزازات جبهة البوليساريو، وسط مساعيها إلى عرقلة الحركة التجارية في معبر الكركارات.

وقال بوريطة، على هامش الإعلان عن افتتاح قنصليات جديدة في الداخلة: إن من يمارس الاستفزازات يخرج عن الشرعية الدولية، ويضع نفسه في مواجهة مع الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وهذا ليس بغريب على جماعات تشتغل بمنطق العصابات.

وأوضح بوريطة، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيريه من غينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، أن المغرب كان له على الدوام موقف من أنه لا مسار سياسي مع عصابات، لا مسار سياسي مع قطاع الطرق، لا مسار سياسي مع من هو فاقد للمصداقية ومن يشتغل كجماعات مسلحة وكعصابة.

ووصف بوريطة الواقفين وراء العرقلة بقطاع الطرق، وقال: اليوم، نرى قطاع طرق بالمعنى الحقيقي، وهذا لا يمكن أن يكون مخاطبا للمغرب، ولا يمكن أن يشكل أساسا لأي مسلسل سياسي، مشددا على أن أعمال قطاع الطرق هاته لن تؤثر على المسار الذي اتخذه المغرب، والذي يمشي فيه بقناعة الدول، وبالشرعية الدولية، وبالمواقف الواضحة للأمم المتحدة حول هذه الاستفزازات، وحول عدم شرعيتها، سواء من قبل مجلس الأمن في قراراته في 2017، أو من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.

وأشار بوريطة إلى أن افتتاح ثلاث قنصليات في الداخلة، بالإضافة إلى الدور، الذي يضطلع به في تطوير العلاقات الاقتصادية، والإنسانية، يكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى المغرب، لأنه إشارة قانونية تأتي في إطار تبادل الوثائق، ومعاهدة فيينا حول العلاقات القنصلية لعام 1963.

واعتبر بوريطة أن فتح سبع قنصليات، حتى الآن، في مدينة الداخلة، عشية تخليد الذكرى الـ45 للمسيرة الخضراء، يعكس هذه التطورات الإيجابية، خصوصا في ما يتعلق بدعم مغربية الصحراء من قبل دول شقيقة، وصديقة.

هذا وأثنى كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الزامبي، شالوي لومبِ على العلاقات التي تربط بلاده بالمغرب وتعززها بفتح سفارة في الرباط وقنصلية عامة بالعيون.

وشدد أن افتتاح السفارة بالرباط والقنصلية بالعيون يعد تتويجا للتفاهم بين عاهلي البلدين لتمتين علاقات الجانبين، مبرزا أن المملكة المغربية صديق قوي لزامبيا، مستحضرا الدعم المقدم من المغرب خلال أزمة كوفيد- 19، ما يؤكد العلاقات المتينة بين الجانبين، مردفا أن المغرب خصص منحا للطلبة الزامبيين في عدة مجالات في سياق مساعدته لها.

وإسترسل المسؤول الزامبي، ان فتح قنصلية بالعيون سيقوي العلاقات الثنائين بين الجانبين، مؤكدا دعم العملية السياسية لجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي توافقي، مؤسسا على دعم بلاده لوحدة المغرب الترابية، واصفا العيون بالمدينة المتقدمة والتي تعكس الجهود التي تبذلها المملكة في المنطقة وتسيير الصحراويين لشؤونهم.

كما رحب بعودة المغرب للإتحاد الأفريقي، موردا أن المغرب شريك قوي للقارة الأفريقية.