أكدت وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث الفرنسية السابقة نجاة فالو بلقاسم، امس الخميس بمنتدى ميدايز 2022 بطنجة، أن عددا من البلدان الأوروبية “كانت معجبة” بتدبير المغرب لجائحة كوفيد 19.

وقالت السيدة فالو بلقاسم، خلال جلسة نقاش بعنوان “دروس كوفيد 19 – إنهاء هذه الجائحة والاستعداد للمقبلة”، إنه “بشكل مطلق، أعتقد أن تدبير أزمة كوفيد قد تم الإشادة به في ما يتعلق بالمغرب”.

وأضافت “لقد أعجبنا بشكل جماعي سواء باستراتيجية الاختبارات أو بسياسية الكمامات الطبية، ثم بعد ذلك بالاستراتيجية المتبعة في التلقيح، والتي تبين أنها كانت مثالا جيدا بالعالم”.

وأشارت رئيسة المنظمة غير الحكومية (ONE)، الناشطة في مكافحة الفقر المدقع والأمراض الممكن تجنبها، الى أن “كل البلدان عرفت تقلبات وإغلاق حدود وغيرها من الإجراءات، لكن بكل نزاهة، تدبير الأزمة بالمغرب كان ينظر إليه بشكل إيجابي”، منوهة بأن “تدبير الأزمة الصحية بالمغرب أثار ردود فعل إيجابية لدى كل الأطياف السياسية”.

ولاحظت أن “البلدان التي نجحت هي التي اعتبرت أنه لا يتعن التعامل مع المواطنين كالأطفال، بل يكفي أن تقول لهم الحقيقة”.

من جهته، توقف مؤسس (The Catalyst Campaign) بالولايات المتحدة، سكوت غودشتاين، عند الأثر الإيجابي للأزمة الصحية على المجتمع الأمريكي، مؤكدا أن “الجائحة دفعت بأمريكا إلى إعادة التفكير بالطريقة التي تنظر بها إلى المجتمع”.

وقال إن “هذه الأزمة، بالرغم من خطورتها، كان لها أثر إيجابي في ما يتعلق بالولوج إلى الدواء والعلاج”، موضحا أنه “بعد كل النقاشات التي خضناها على مدى سنين حول برنامج “أوباماكير”، كان على الجائحة أن تتفشى لكي توزع اللقاحات مجانا بأمريكا دون أن ينهار عالمنا”.

غير أنه أقر بالمقابل بأن الجائحة تسببت في موجة غير مسبوقة من المعلومات المضللة ومن جميع التوجهات السياسية.

وخلص الخبير الأمريكي إلى أنه “بالنسبة للجائحة المقبلة، من الضروري التأكد من وجود تواصل جيد، لأن غياب استراتيجية تواصلية تسبب في العديد من المشاكل المتعلقة بحالات الذعر والأخبار الكاذبة مع بداية الجائحة”.

في نفس السياق، أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، أن الإعلام كان “فاعللا وليس مجرد ناقل خلال أزمة الوباء التي كشفت عن لحظة قطيعة واستمرارية”.

وأشارت إلى أن وباء “كوفيد -19 ” كان أول جائحة عالمية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي”، موضحة أن وسائل التواصل الاجتماعي “فرضت قواعد اللعبة وفرضت تراتبية للمعلومات”.

وتابعت قائلة “لقد أدى الوباء والحجر غير المسبوق الذي خضع له السكان إلى تسريع شيء كان موجودا بالفعل، وهو التحول إلى الممارسات الرقمية والمنشآت الإعلامية للأفراد”.

في هذا الصدد، لاحظت رئيسة الهيئة أن “الحجر عزز، في السياق الأفريقي، استخدام الشبكات الاجتماعية كفضاء جديد للعلاقات الاجتماعية وكفضاء عام بديل”.

وتشكل هذه الدورة من منتدى ميدايز، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “من أزمات إلى أزمات : نحو نظام عالمي جديد؟”، فرصة لمناقشة القضايا الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي تهز الكرة الأرضية، من قبيل الحرب بأوكرانيا، والنزاعات وعدم الاستقرار في أفريقيا، والتوترات في المحيطين الهندي والهادئ، وأزمات الغذاء والطاقة، والتضخم، و تغير المناخ …

بعد سنتين من التوقف، بسبب القيود الصحية، يشكل منتدى “ميدايز” الدولي موعدا مرة أخرى لأكثر من 230 متدخلا متميزا من 80 دولة، بالإضافة إلى الخبراء والمراقبين والمهتمين والباحثين في مجال العلاقات الدولية، ليصل عدد المشاركين المتوقع إجمالا إلى 5000 شخصا.