يحتفي العُمّال في “المغرب” و”العالم” بعيد الشّغل، اليوم الأربعاء، والذي يوافق فاتح ماي من كل سنة، من خلال تنظيم احتفالات ولقاءات في مختلف المدن، حيث أصبح هذا اليوم بمرور الزمن، رمزاً لنضال الطّبقة العاملة من أجل حقوقها، ويوماً للإحتفال بالإنجازات الإقتصادية والإجتماعية للطّبقة العُمّاليّة.

 

يَعودُ تاريخُ عيد العُمّال لـ 1 ماي من عام 1886، حيثُ نظّم العُمّال في “شيكاغو” ومن ثُمّ في “تورنتو” إِضرابًا عن العَمل، شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للرّاحة “.

 

الأمرُ الذي لمْ يَرُق للسّلطات وأَصحَاب المعامل، خصوصاً وأنَّ الدّعوة للإِضراب حقَّقت نجاحاً جَيِّداً وشَلّت الحركة الإقتصادية في المدينة، أطلقت الشّرطة النّار على المُتظاهرين وقتلت عدداً منهم، ثُمَّ ألقى مجهولُ قُنبُلة في وسَط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعْتُقِلَ على إِثرِ ذلك العديدُ من قادَة العُمّال وحُكِمَ على 4 مِنهم بالإعدَام، وعلى الآخرين بالسّجن لفترات مُتفاوتة، أُعلِنَ بعدها رسميّاً عن عيد العُمّال العالمي في عام 1889م، في المؤتمر الإشتراكي الدّولي الأوّل.

 

إلى ذلك، تُشكِّلُ لحظةُ فاتح ماي في “المغرب”، فُرصَةً لإِعَادَةِ وَهَجِ النّقَابات، كَما أَنَّها اِختبَارٌ لمدى قُدرتِها على التّعبِئة ضِدَّ السّياسات الحُكوميّة، خصوصاً أنَّ السّياق الحالي، يَشهَدُ غَلياناً على مستوى العديد من القطاعات، أبرزها التّعليم والصحّة، حيثُ يمضي مِلفُّ التّعاقُد في حَشدِ أَسرَة المَدرسَة، فيما اِلتَحفَ الأَطِبّاء بالسّواد في مسيرات اِحتجاجيّة بالعاصِمة “الرباط”، مُنذِرينَ الحكومة بإستمرارِ الإِضرابِ والإحتجاجِ إلى حين تحقيق المطالب.