انطلقت، امس الجمعة بمدينة العيون، فعاليات النسخة الثانية عشر للملتقى الدولي عيون الأدب العربي، الذي تنظمه جمعية النجاح للتنمية الاجتماعية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من ثالث إلى سابع نونبر الجاري، تخليدا للذكرى السابعة والأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة.

وتعرف هذه الدورة، المنظمة تحت شعار “العيون بوابة للثقافة الإفريقية والوطن العربي”، حول موضوع “شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الأدبين العربي والإفريقي نموذجا”، حضور دولة السنغال كضيف شرف هذه الدورة إلى جانب أدباء ومفكرين من دولتي النيجر ونيجيريا.

وقال الكاتب العام للجمعية المنظمة، محمد سالم لكهل، في كلمة بالمناسبة، إن اختيار هذه الدورة لموضوع “شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الأدبين العربي والافريقي”، استدعته التحولات السريعة التي يعرفها العالم اليوم على العديد من المستويات الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية، إلى جانب هذه الرجة النفسية والفكرية التي صاحبت انتشار جائحة كورونا. وذك ر السيد لكهل بأنه للمسلمين في رسول الله إسوة حسنة، ومدرسة نموذجية لمواجهة الصعاب، والصبر على المحن، وإغاثة المستضعفين والتحلي بالأخلاق النبيلة التي تحترم كرامة الإنسان كيف ما كان عرقه أو لونه أو معتقده أو مستواه الاجتماعي.

وأضاف أن الدورة الحالية اختارت هذا الموضوع أيضا، من أجل الوقوف على ما قدمه الأدب العربي والإفريقي من فضائل هذه الشخصية كرجل دين ودولة، وعن شمائلها الأخلاقية كبشير ومربي. وأجمع المتدخلون على الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الملتقى، بفضل قيمته الأدبية والفكرية واختيار المواضيع والشخصيات، ونوعية المشاركة، والزمان والمكان، والتآمه بمدينة العيون، لمدارسة إحدى المواضيع ذات الأهمية في الساحة الثقافية العربية والإفريقية.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة، التي حضرها والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، ورئيس جامعة ابن زهر بأكادير عبد العزيز بنضو، إلى جانب عدد من الأدباء والمفكرين والباحثين مغاربة وأجانب، بتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المركز النيجيري للبحوث العربية – نيجيريا، وجمعية النجاح للتنمية الاجتماعية بالمغرب.

وتهدف هذه الاتفاقية، على الخصوص، إلى تثمين روابط التواصل بين الباحثين ومختلف الفاعلين الثقافيين بالبلدين باعتبار الانتماء الجغرافي المشترك الذي يفرض التعاون على كافة المستويات، والمساهمة في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية بالبلدين، وإنجاز أبحاث ودراسات في مجالات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تبادل الإصدارات والإنتاجات العلمية والفكرية والثقافية.

وستتواصل فعاليات هذه الدورة، التي اختارت لها الجمعية اسم المرحوم سيداتي السلامي، بتنظيم ثلاث ندوات علمية تتمحور حول “شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في النثر العربي الإفريقي”، و”شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الشعر الإفريقي”، و”شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الشعر العربي”، بالإضافة إلى جلسات شعرية.