تُواصل جبهة البوليساريو الانفصالية قطع معبر الكركارات الحدودي لليوم الثالث على التوالي، في عرقلة واضحة للحركة المدنية والتجارية، وذلك رغم مطالبتها من الأمم المتحدة بالانسحاب من المنطقة.

ومنعت عناصر جبهة البوليساريو وصول المواد الغذائية إلى الأسواق الموريتانية، فيما تم السماح فقط للمواطنين الموريتانيين القادمين من الصحراء المغربية بعبور معبر الكركارات نحو بلادهم، وذلك تفادياً للاصطدام مع النظام الموريتاني، في وقت ما يزال فيه عشرات المواطنين الأجانب عالقين بالقرب من المعبر.

ورفضت الجبهة الانفصالية الاستجابة إلى بعثة “المينورسو” التي طالبت المليشيات بالسماح بمرور المواطنين الأجانب، لكن جهود البعثة الأممية باءت بالفشل في ظل إصرار الجبهة على تنفيذ مخططها وتكرار سيناريو إكديم إيزيك بالمنطقة، وفق ما أعلن عنه سابقا إبراهيم غالي.

وفي ظل استمرار استفزازات عناصر جبهة البوليساريو بالمنطقة، يُواصل المغرب الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، خاصة الاتفاق رقم 1، في احترام لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة. لكن مصادر مقربة من الملف لم تستبعد أن يكون الرد المغربي في الوقت المناسب في حالة تمادى الطرف الآخر في تلك الاستفزازات.

وتبنت جبهة البوليساريو خطوة إغلاق مدنيين وعسكريين لمعبر الكركارات منذ أول أمس الأربعاء، وقال زعيمها إبراهيم غالي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة: “لا ينبغي لأحد مهما كان أن يتوقع من جبهة البوليساريو أن تقوم بمنع المواطنين الصحراويين من ممارسة حقوقهم المشروعة في التظاهر السلمي”، بتعبيره.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة طالب مرة أخرى، الأربعاء، البوليساريو وميليشياتها بمغادرة المنطقة العازلة بالكركارات، وعدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارية المنتظمة في هذه المنطقة.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمره الصحافي اليومي في نيويورك: “نذكر بأن حركة السير المدنية والتجارية المنتظمة لا يجب أن تتعرض للعرقلة (بالكركارات)، ولا يجب اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يشكل تغييرا للوضع القائم في المنطقة العازلة”.

وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن تنديده بوجود مجموعة من “خمسين شخصا” ينتمون للبوليساريو وميليشياتها رصدتهم عناصر بعثة “المينورسو”، أول أمس الأربعاء، بالكركارات حيث “كانوا يعرقلون حركة السير في المنطقة”.

وقال دوجاريك: “نحث جميع الأطراف المعنية على ضبط النفس واتخاذ كافة التدابير اللازمة لتهدئة التوترات”، مشيرا إلى أنه سيتم الزيادة في عناصر بعثة المينورسو في المنطقة للمساعدة في نزع فتيل أي توتر، وفتح الطريق أمام حركة السير المدنية والتجارية، مؤكدا أن البعثة ستواصل مراقبة الوضع عن كثب.