بينما يعكف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على تشكيل فرق المرحلة الانتقالية، قالت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) إن رئيسة إدارة الخدمات العامة تؤخر انتقال السلطة، كما نقل موقع “أكسيوس” (Axios) أن ترامب ينوي حشد أنصاره للطعن بنتائج الانتخابات.

وقد أعلن بايدن أنه سيقوم بتشكيل مجموعة عمل من 12 عضوا لوضع تصور للتعامل بفعالية مع فيروس كورونا، في أول خطوة نحو الوفاء بأكبر وعود حملته الانتخابية المتمثل في الاستجابة بشكل فعال للجائحة، التي أصابت الملايين، وأضرت بالاقتصاد الأميركي.

وأضاف “لن أدخر جهدا أو أي التزام لتحقيق نجاح ملحوظ بشأن هذه الجائحة”، بحسب ما نقلته شبكة “بلومبيرغ” (Bloomberg) أمس الأحد.

وأشار بايدن إلى أن جهود الاستجابة للجائحة ستُبنى على العلم، وسيقود مجموعة المهام الخاصة الجراح العام السابق فيفيك مورثي، ومفوض إدارة الغذاء والدواء السابق ديفيد كيسلر، بحسب ما نقلته بلومبيرغ عن مديرة حملة بايدن، كيت بيدنجفيلد.

ومن المقرر أن يلقي بايدن كلمة بعد ظهر اليوم، الاثنين، بالتوقيت المحلي يعلن فيها خططه لمواجهة جائحة كورونا وتعزيز الاقتصاد، وفقا لبيان عن أنشطته أصدره الفريق الانتقالي.

وسيتلقى بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس إحاطة من مستشاري فريقهما الانتقالي بشأن جائحة كورونا.

لكن في خضم هذه التحضيرات، قالت صحيفة واشنطن بوست إن إميلي ميرفي رئيسة إدارة الخدمات العامة المعينة من قبل الرئيس ترامب تؤخر إجراءات البدء بالعملية الانتقالية برفضها التوقيع على رسالة تسمح لفريق الرئيس المنتخب بايدن ببدء عمله رسميا هذا الأسبوع.

وتتضمن مسؤوليات ميرفي التوقيع على الأوراق الرسمية، التي تسمح للفريق الرئاسي الانتقالي بالوصول إلى المكاتب الفدرالية للبدء بعملية انتقال السلطة.

من جهتها، حذرت حملة بايدن من أن الأمن القومي والمصالح الاقتصادية الأميركية تعتمد على إشارة واضحة بأن البلاد ستقوم “بانتقال سلس وسلمي للسلطة”.

وأكدت متحدثة باسم إدارة الخدمات العامة أن رئيستها إميلي ميرفي التي عينها ترامب في منصبها عام 2017 لم تقرر بعد أن أمر الفائز في الانتخابات قد حسم بشكل واضح، وأحجمت المتحدثة عن ذكر الموعد المرجح لمثل هذا القرار.

وأدى ذلك إلى تأخير وصول فريق بايدن إلى تمويل فدرالي بملايين الدولارات، والحيلولة دون مقابلة المسؤولين في وكالات المخابرات والإدارات الأخرى.

ورأى النائب الديمقراطي جيري كونولي، الذي يقود اللجنة النيابية المكلفة بالإشراف على العمليات الفدرالية، أن تصرف ميرفي “مدان”، و”يتوافق مع خضوعها لرغبات الرئيس نفسه”.

وأضاف في تعليق عبر تويتر أنه يتعين على ميرفي القيام بعملها دون إبطاء.

في الجانب الآخر، ما يزال الرئيس ترامب يصر على أنه الفائز في الانتخابات، التي يرى أنها تعرضت للتزوير والتلاعب.

وفي هذا السياق، نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مستشارين لترامب تأكيدهم أن الرئيس سيعقد تجمعات مماثلة لتلك التي أجراها أثناء حملته الانتخابية للاعتراض على نتائج الانتخابات.

كما نقل الموقع ذاته أن حملة ترامب ستعلن عن فرق مهمتها لمتابعة إعادة فرز الأصوات بولايات رئيسية.

وفي إطار مسار المواجهة القضائية، قررت حملة ترامب تعيين النائب الجمهوري دوغ كولينز لقيادة الفريق القانوني المكلف بمتابعة إعادة فرز أصوات جورجيا.

وبدأ أعضاء بارزون في الكونغرس الأميركي يعلنون مواقفهم بشأن الانتخابات ونتائجها؛ حيث حضّ العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام الرئيس دونالد ترامب على “القتال بشراسة”، وعدم الإقرار بخسارته أمام جو بايدن في السباق الرئاسي، مشددا على وجوب التحقيق في مزاعم تفتقد للأدلة أطلقها الملياردير الجمهوري.

وقال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” (Fox News) إن هذه الانتخابات متنازع عليها، كما أن وسائل الإعلام لا تحدد نتائجها، مشيرا إلى أن التصويت عبر البريد كان بمثابة كابوس للجمهوريين، على حد وصفه.

وأوضح غراهام خلال حديثه، أن الجمهوريين إذا لم يخوضوا المعركة الآن، فلن يتمكنوا مجددا من الفوز بالانتخابات الرئاسية، ودعا الجمهوريين إلى عدم قبول إعلان وسائل الإعلام بشأن الانتخابات، وأكد ضرورة خوض المعركة.

وقال رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن إعلان الرئيس هزيمته سيكون خطأ، بعد ما وصفه بالاحتيال الذي تعرض له.

وأضاف جولياني في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أن حل هذه الاختلالات لن يتم على مستوى الولايات، وقال إن لدى حملة ترامب 70 شاهدا على هذه الاختلالات في ولاية بنسلفانيا.

وكرر الاتهامات، التي سبق للرئيس ترامب أن أطلقها من إبعاد للمراقبين عن مراكز الفرز، ورأى أن هدف هذه العملية هو تقليص تقدم ترامب في ولاية بنسلفانيا.

وقال إن عددا من بطاقات الاقتراع احتُسبت بعد وصولها بشكل متأخر لمكاتب فرز الأصوات في بنسلفانيا، كما ادعى أن أمواتا صوتوا في هذه الانتخابات، وأكد إمكانية تغيير النتائج في بنسلفانيا، التي شهدت ما قال إنها كارثة في فرز الأصوات.

وفي غضون ذلك، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مصدرين أن جاريد كوشنر -كبير المستشارين في البيت الأبيض- تواصل مع الرئيس ترامب بشأن الإقرار بنتيجة الانتخابات.

ونقلت “رويترز” (Reuters) عن حلفاء ترامب أنه لا يعتزم الإقرار بالهزيمة قريبا، وقال أحدهم إن الرئيس ليس مستعدا للإقرار بالهزيمة مع أنه لا يوجد ما يكفي من بطاقات الاقتراع الباطلة خلال إعادة فرز الأصوات لتغيير النتيجة، وأضاف “من المؤكد حسابيا أنه سيخسر”.

من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام أميركية أن مايك بنس، نائب الرئيس، سيعقد اليوم، الاثنين، اجتماعا لفريق العمل الخاص بأزمة وباء كورونا، بينما لم يعلن البيت الأبيض عن أي نشاط للرئيس ترامب.

وكان غياب بنس عن الظهور منذ 4 أيام، قد أثار تكهنات بشأن موقفه حيال نتائج الانتخابات.

وفي غمرة الجدل حول قضية الانتخابات، غادر ترامب البيت الأبيض إلى نادي الغولف في سترلينغ بولاية فرجينيا، وذلك للمرة الثانية على التوالي منذ الإعلان عن فوز منافسه بايدن.

وغادر ترامب في موكبه الخاص متوجها إلى ناديه، الذي يبعد نحو 40 دقيقة تقريبا من البيت الأبيض، حيث رابط بعض المواطنين عند بعض المفترقات رافعين لافتات تنوّه بفوز منافسه جو بايدن في السباق الرئاسي.

وكان ترامب قد أمضى أمس الأول ساعات في نادي الغولف، في الوقت الذي كانت فيه عمليات الفرز الحاسمة تجري على قدم وساق، ثم عاد إلى البيت الأبيض، واختار دخوله من مدخل جانبي.