في الوقت الذي تتواجد فييه جميع الأمهات بالعيون في منازلهن، منشغلات بإعداد وجبة الفطور لأسرهن شهر رمضان، أولائك اللائي يرسمن السعادة على وجوه أفراد عائلاتهن يومياً، تتولى “مّي حليمة” مهمة إعداد وجبات إفطار آلاف الصائمين المعوزين و عابري السبيل بمدينة العيون.

في جوّ أسري، يستقبل أعضاء و منتسبي مبادرة جمعية فاعل خير، “مي حليمة” كل يوم، لما باتت لها من رمزية و تأثير إيجابي لدى الجميع، نظرا لتضحياتها الكبيرة من أجل الإسهام في هذا العمل الخيري على مدى ثلاث سنوات متتالية.

تحل بمقر قاعة الحفلات “رياض الصحراء”، حوالي الساعة الثالثة زوالا من كل يوم من أيام شهر رمضان، من أجل استلام مهمة إعداد وجبة الفطور بمساعدة أعضاء من الجمعية و متطوعين آخرين قدموا للمساهمة في هذا العمل الخيري، قبل أن تغادر القاعة بعد إتمامها مهمتها صوب منزلها، راسمة وراءها البسمة على وجوه العديد من العائلات المعوزة التي لا قوت لها ولا زاد في شهر رمضان.

“مّي حليمة” كما يحلوا لمحبيها مناداتها، تعمل “كطاهية”، أم لخمسة أبناء، تتكبد يومياً تنقلها من “دوار المخازنية” أقصى شمالي العيون،  نحو قاعة الحفلات الواقعة في شارع “الحزام” أقصى شرقي المدينة، رغم كل الظروف و الإكراهات،  إلا أنها تصر على ترسييخ نفسها كنموذج أمل ، فتسعى من خلال مواقفها و تضحياتها الإنسانية إلى الكتابة بخط عريض أن الإنسانية و فعل الخير، ستظل حاضرة على الواقع إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.