عرفت مدينة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، إعادة افتتاح مجموعة من الفنادق المصنفة التي أغلقت أبوابها بسبب جائحة “كوفيد 19” والتي شكلت مناسبة لبعض هذه المؤسسات للقيام بمجموعة من الإصلاحات استعدادا لاستقبال زبنائها في حلة جديدة ومن اجل ضمان مستوى أفضل للخدمات المقدمة.

ويعتبر افتتاح هذه المؤسسات الإيوائية من ضمنها فندق المامونية الذي يعد من بين الفنادق العالمية الفخمة وذات الحمولة التاريخية، مؤشرا يعزز الآمال في عودة الحياة الاقتصادية لهذه المدينة إلى ما كانت عليه قبل هذه الجائحة ولكي تنتعش معه مجموعة من القطاعات المهيكلة وغير المهيكلة بالمنطقة خاصة الصناعة التقليدية والنقل والمطاعم.

واستبشر المراكشيون خيرا بافتتاح فندق المامونية الذي يعتبر أحد الرموز التاريخية التي تفتخر بها المدينة وبفضلها تمكنت من تعزيز مكانتها على الصعيد العالمي كوجهة مفضلة لدى العديد من السياح المغاربة والأجانب.

ويستمد فندق المامونية الشهير، اسمه من الحديقة، التي عرفت في الماضي بـعرصة الأمير مولاي المامون، التي أُهديت إليه من طرف والده السلطان سيدي محمد بن عبد الله بمناسبة زواجه.

ويعتبر فندق المامونية القريب من ساحة جامع الفناء القلب النابض لمراكش، معلمة تاريخية بالمدينة الحمراء، واستطاع أن يصنف في أكثر من مرة كأفضل الفنادق العالمية، كما نجح في استقطاب مجموعة نجوم السياسة والفن ورجال الأعمال.

ويرى عدد من المهتمين بالمجال السياحي بالمدينة الحمراء أن كل الظروف أصبحت مواتية لاستقبال المزيد من السياح بعد حلول مجموعة مكونة من 160 سائحا قادمين من العاصمة الفرنسية باريس، مع اتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان سلامتهم الصحية وتوفير الظروف المواتية لمقام جيد بالمدينة.

وحسب الزوبير بوحوت الباحث في المجال السياحي، فإن السياحة تعتبر أحد أهم العناصر الداعمة لاقتصاد المغرب وتشكل مصدرا مهما لجلب العملة الصعبة ومصدرا كبيرا لخلق فرص الشغل، وتساهم بشكل كبير في خلق الثروات وتقليص نسبة البطالة والحد من الفقر.

وأضاف بوحوت في حديث له أن مدينة مراكش عاشت على إيقاع أزمة اقتصادية خانقة بعد أن أغلقت أبوابها أمام السياح الأجانب والمغاربة بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة ضد وباء كورونا، ما انعكست سلبا على شريان الحياة في المدينة الحمراء.

وأوضح بوحوت أن المغرب يتوفر إلى حدود سنة 2019 على 135 ألف غرفة مصنفة، 30 في المائة منها تتمركز في مراكش، مشيرا إلى أن المغرب استقطب خلال نفس السنة ما يقارب 13 مليون سائح، من بينهم 3 ملايين استضافتهم مراكش، حيث حصلت المدينة الحمراء على أكثر من 8 ملايين ليلة سياحية من أصل 25 مليون سجلت على الصعيد الوطني.

وخلص الباحث في المجال السياحي الى أن كل القطاعات المرتبطة بالمجال السياحي تأترت بسبب توقف النشاط السياحي بالمدينة، مؤكدا في هذا السياق أن أكثر من 100 ألف شخص عامل في المجال بشكل مباشر توقفت أنشطتهم.

تجدر الإشارة إلى أن الوضعية الوبائية بمدينة مراكش أصبح شبه مستقرة ولا تدعو للقلق حسب آراء بعض الأطباء والمختصين والذين يدعون إلى المزيد من اليقظة واحترام وتطبيق الإجراءات المعمول بها في هذا المجال لتفادي الآثار السلبية الجائحة.

ويمكن القول بأن الاقتصاد المحلي لمدينة مراكش أصبح يستدعي إرساء رؤى جديدة وتنزيل استراتيجيات كفيلة بجعله أقوى من التقلبات التي يعرفها من حين لآخر القطاع السياحي الذي يشغل نسبة كبيرة من اليد العاملة بالمنطقة