أعلنت السّلطات الإسبانيّة، اليوم الجمعة، عن القبض على مواطن مغربي في مدينة غوادالاخارا، يُشتبه في انتمائه إلى جماعات جهاديّة نشطت سابقاً في سوريا والعراق، وذلك بموجب مذكّرة توقيف دوليّة صادرة عن القضاء المغربي.
وجاء اعتقال المتّهم بناءً على معلومات استخباراتيّة دقيقة قدّمتها المديريّة العامّة لمراقبة التّراب الوطني المغربيّة (DGST)، ممّا ساهم في تحديد مكان تواجده وتمكين الحرس المدني الإسباني من إلقاء القبض عليه.
تندرج هذه العمليّة الأمنيّة ضمن إطار التّعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنيّة المغربيّة ونظيرتها الإسبانيّة، التي تركّز على مواجهة التّهديدات الإرهابيّة القادمة من المقاتلين الأجانب، والذين تعتبرهم السّلطات من الأولويّات في مكافحة الإرهاب على المستوييْن الوطني والدّولي.
وتمّ وضع الموقوف تحت تصرّف قاضي الحراسة القضائيّة بالمحكمة الوطنيّة الإسبانيّة في مدريد، المختصّة بقضايا التّوقيفات الدّوليّة، تمهيداً لإجراءات تسليمه إلى المغرب لاستكمال المتابعة القضائيّة.
ويُعتبر التّنسيق الأمني بين الرباط ومدريد ركيزة أساسيّة في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة المشتركة، لا سيما مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة، وقد أسفر هذا التّعاون عن تفكيك العديد من الشّبكات الإرهابيّة التي كانت تستهدف أوروبا وشمال إفريقيا، بدعم لوجستي واستخباراتي متبادل بين البلديْن.
إلى جانب جهود مكافحة الإرهاب، يشمل التّعاون الأمني تبادل المعلومات والخبرات لمواجهة الهجرة غير الشّرعيّة، ضبط الحدود، والحد من الجريمة المنظّمة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات في مجال الأمن السّيبراني لمجابهة التّهديدات الرّقميّة المتصاعدة.
ويتواصل تطوير أطر التّعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، مع التّركيز على التّنسيق المكثّف في ظل الإستعدادات المشتركة لاستضافة كأس العالم 2030، ممّا يتطلّب تضافر الجهود لضمان أمن هذا الحدث العالمي.
يُذكر أنّ اعتقال المشتبه به جاء بعد فترة قصيرة من زيارة اللّواء لويس بالييز بنيرو، المسؤول عن الإستخبارات في الحرس المدني الإسباني، إلى الرباط، حيث عقد لقاءات مع عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التّراب الوطني، لتعزيز آليات التّنسيق الأمني المشترك ومواجهة التّحدّيات الإقليميّة والعالميّة.