شهدت منصّات التّواصل الاجتماعي، في السّاعات الأخيرة، انتشارًا واسعًا لمقطع فيديو يُزعم أنّه يُظهر غوّاصات جزائريّة بالقرب من السّواحل التونسيّة، في سياق التّوتّرات النّاتجة عن الهجوم على سفن “أسطول الصّمود” المتّجهة إلى غزّة. وقد رافقت الفيديو تعليقات تشير إلى تحرّك البحريّة الجزائريّة لمساندة تونس وحماية الأسطول.

إلاّ أنّ تحقيقات إعلاميّة دقيقة، كشفت أنّ المقطع يعود لاستعراض عسكري للبحريّة الجزائريّة جرى في نوفمبر 2024 بمناسبة الذّكرى السّبعين لثورة التّحرير، ولا علاقة له بالأحداث الرّاهنة. وأكّد برنامج “بي بي سي ترندينغ” أنّ الفيديو تمّ تداوله لأوّل مرّة في أوائل سبتمبر الجاري، أي قبل أسبوع من حادثتيْ الهجوم على الأسطول.

ورغم وضوح هذا الأمر، استمرّ تداول الفيديو بقوّة داخل الجزائر، وانتشر عبر حسابات وهميّة ومؤثّرة، ممّا يشير إلى حملة دعائيّة تهدف إلى إرسال رسالة استعداد للتّدخّل العسكري في تونس، في محاولة لتوجيه الرّأي العام وتصوير الجزائر كحامية للمنطقة.

وتأتي هذه الحملة، وسط تصاعد الغضب والتّضامن الإقليمي بعد الاعتداءيْن المتتالييْن على سفن كسر الحصار على غزّة في المياه التّونسيّة، حيث أصدر “أسطول الصّمود” بيانات أكّدت تعرّضه لهجمات إسرائيليّة مباشرة، ما أثار موجة واسعة من الاستنكار في المنطقة.

وبينما تركّزت الأنظار على الاعتداءات التي طالت الأسطول التّضامني، حاولت هذه الدّعاية الرّقميّة تحويل التّركيز عبر تقديم المقطع القديم كدليل على رد فعل عسكري مباشر من الجزائر، في سياق التّوتّرات الإقليميّة المتصاعدة.