مرة أخرى، تقع صحيفة لوموند الفرنسية في فخ التصنيفات المنحازة التي لا تعكس الواقع السياسي ولا الموقف الرسمي لبلادها من قضية الصحراء، ففي تقرير نشرته أمس السبت (6 شتنبر 2025) حول الأوراش التنموية الكبرى بمدينة الداخلة، اختارت الجريدة وصف المدينة بكونها “ثاني حواضر إقليم متنازع عليه”، وهو توصيف يتعارض مع موقف الدولة الفرنسية التي أكدت بشكل واضح وصريح اعترافها بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية.

الداخلـة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية وقطب اقتصادي صاعد، تعرف اليوم دينامية غير مسبوقة في مشاريع البنية التحتية، من تحديث شبكة الماء والكهرباء إلى أوراش الموانئ والطرق والمطارات، ضمن رؤية مغربية تجعل من الأقاليم الجنوبية رافعة للتنمية الإفريقية والمغاربية.

ورغم ذلك، فضلت لوموند القفز على هذه الحقائق الميدانية لتعيد اجترار خطاب متجاوز يردد توصيف “الأمم المتحدة” حول “إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي”، متجاهلة أن المجتمع الدولي يشهد تحولات عميقة في الموقف من نزاع الصحراء، أبرزها الاعتراف الأمريكي ثم الفرنسي، فضلاً عن فتح أزيد من ثلاثين دولة قنصليات في الداخلة والعيون.

ويطرح هذا التناقض تساؤلات حول إصرار بعض المنابر الفرنسية على تبني سردية مشوشة، في وقت تترسخ فيه القناعة الدولية بأن حل هذا النزاع الإقليمي لا يمكن أن يكون إلا في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كما تقترحه الرباط منذ 2007.

وليست هذه المرة الأولى التي تنزلق فيها الصحيفة الفرنسية إلى معاكسة مصالح المغرب ورموزه، إذ سبق أن أثارت غضباً واسعاً من تقارير تناولت المؤسسة الملكية بعبارات غير لائقة، عبر مقالات وافتتاحيات حاولت التشكيك في الإصلاحات السياسية والتنموية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس.

واعتبر إعلاميون ومحللون مغاربة أن هذا النهج ليس سوى جزء من “أجندة إعلامية” ظلت بعض الدوائر الفرنسية تستعملها كورقة ضغط على الرباط، بعيداً عن أبجديات المهنية والاحترام الواجب لرؤساء الدول ورموزها السيادية، ويبقى السؤال المعلق: لمصلحة من تعمل؟ ولماذا تم اختيار هذا التوقيت بالضبط لمناكفة المملكة؟