“سرتك (أُراسك) ما ربحت الدنيا ولا لخرة إلا(إذا) عدت إلى مهلكة الظلام والظلم والظلامية”
هكذا علّق أحدهم على تدوينتي الأخيرة، و كنت اشاطره نفس الراي، و انا على بعد 7 كلم من السمارة، لكني ساختلف معه عما قريب، فبعد دقائق ساصل منزلنا في قلب المدينة، و يعلم كل من فيها بان منزل الشيخ سلمة ولد سيدي مولود فيه ثلاثة عناصر من البوليساريو أحدهم مسؤول أمني كبير في الجبهة.
لو وقعت مثل تلك الحادثة في اي منطقة نزاع، لتمت مداهمة المنزل و اعتقال من فيه، لكنه لم يحصل، و بحكم الاختصاص، كنت ساتقبلها بروح رياضية، فذلك ما كنت سافعل لو وصل إلى علمي بان مغربيا دخل المخيمات، حتى و لو لم يكن من رجال الأمن.
في صباح اليوم التالي، بينما كنا نتناول الشاي، و الناس تدخل و تخرج، و بالطبع لو دخل علي اي من اخوتي الذين ازدادوا من بعدي، فلن اميزه، و احرى غيرهم.
في الصالة المليئة بالضيوف، همس الوالد في اذني ان الشخص الجالس بجانبه يريد ان يستفسرني عن شيء، قلت له: مرحبا.
سألني ذلك الشخص: من اي مخيم جئت؟.
فهمت بحدسي الشرطي انه مسؤول امني، فقلت له: انا مواطن من دولة اجنبية، و جواز سفري يحمل تأشيرة من قنصلية المغرب في موريتانيا.
ابتسم و قال: صافي آ شريف..
وانتهت محادثتنا على سؤال واحد دون أن ينتبه احد من الحضور..
كانت تلك المرة الوحيدة، طيلة فترة إقامتي في مدينة السمارة، التي تصادفت فيها مع رجل امن من “مملكة الظلام و الظلم و الظلامية” كما قال المعلق، و كما كنت اتخيلها من قبل.




