اِعتبر مسعد بولس، كبير مستشاري الرّئيس الأمريكي للشّؤون الإفريقية والعربيّة، أنّ المغرب والجزائر يملكان اليوم فرصة تاريخية لإعادة بناء الثّقة وفتح صفحة جديدة في علاقاتهما الثّنائية، بما يسهم في تعزيز الاستقرار والتّنمية في المنطقة المغاربية. وشدّد بولس على حكمة الملك محمد السادس وطرحه الهادئ في إدارة الملفّات الإقليمية.
وفي مقابلة مع قناة “فرانس 24″، أشار بولس إلى مؤشّرات إيجابية لاحظها خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، مؤكّداً انفتاح الرّئيس عبد المجيد تبون وفريقه على الحوار مع الرباط، ومبرزاً أنّ الإرادة السّياسية المشتركة قادرة على إحياء مشروع التّعاون المغاربي، في حال توفّر الحكمة والقيادة السّياسية الصّادقة.
كما علّق بولس على قرار مجلس الأمن الأخير بشأن تجديد ولاية بعثة “المينورسو” في الصّحراء، واصفاً القرار بـ”المتوازن والتّوافقي”، مشيراً إلى أنّ المناخ الدّولي والإقليمي يعكس رغبة متزايدة في تسوية سلميّة ودائمة للنّزاع.
وأوضح أنّ الولايات المتّحدة تعتبر المقترح المغربي للحكم الذّاتي الخَيار الأكثر واقعيّة ومرونة، مؤكّداً استمرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية منذ إعلان إدارة الرّئيس ترامب عام 2020، واعتبر أنّ ذلك يعكس ثبات الموقف الأمريكي واستمرارية الشّراكة الإستراتيجية بين الرباط وواشنطن.
وأشار بولس إلى أنّ وزارة الخارجيّة المغربيّة ستقدّم، قريباً، نسخة محدثة من مبادرة الحكم الذّاتي، مستندةً إلى الصّياغة الأصليّة لسنة 2007، مع تطويرها لمواكبة التّحوّلات السّياسية والتّنموية في الأقاليم الجنوبية، لا سيما في العيون والداخلة، حيث أطلقت مشاريع كبرى عزّزت الدّينامية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
وبيّن أنّ النّسخة الجديدة تهدف إلى تقديم مقترح عملي وشامل يضمن الاستقرار ويستجيب لتطلّعات السكّان المحليّين، دون الحاجة إلى آليات تصويت تقليدية مثل الاستفتاء، مع التّركيز على الوصول إلى توافق سياسي واقعي تحت إشراف الأمم المتّحدة.
وأكّد بولس أنّ المفاوضات المقبلة ستشهد مشاركة المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، في إطار حوار مباشر ومسؤول، مشدّداً على دعم واشنطن لكل الجهود الرّامية إلى تقريب المواقف وإرساء تفاهم إقليمي مستدام.
وختم بولس تصريحه بالتّأكيد على أنّ استقرار شمال إفريقيا يبدأ من المغرب، مشيراً إلى التزام الولايات المتّحدة بدعم جهود الملك محمد السادس لتعزيز السّلام والوحدة والتّنمية في الفضاء المغاربي، انطلاقاً من القناعة بأنّ الأمن الإقليمي لا يتحقّق إلّا عبر الشّراكة والتّعاون بين دول الجوار.




