أقرت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسّقة الوطنيّة للقيادة الجماعية بحزب الأصالة والمعاصرة، بأنّ موجة الاحتجاجات التي يقودها شباب جيل “Z” خلال الأسابيع الأخيرة ليست من قبيل الصّدفة، بل تعبّر عن عجز متجذّر في معالجة قضايا اجتماعيّة واقتصاديّة تراكمت عبر السّنوات. وأكّدت أنّ الغضب المتصاعد في الشّارع وعلى منصّات التّواصل الاجتماعي يعكس إخفاقات حقيقيّة لم تُعالج بعد.

وخلال كلمتها أمام أعضاء المكتب التّنفيذي الجديد لشبيبة الحزب، شدّدت المنصوري على أنّ هذه الاحتجاجات، رغم حدّة تأثيرها، لا ينبغي أن تُغفِل الإنجازات التّنموية والسّياسية المهمّة التي تحقّقت في المغرب، محذّرةً من محاولة إرجاع البلاد إلى ماضي الثّمانينيات والتّسعينيات، وهو ما اعتبرته إنكاراً غير موضوعي للتّقدّم المحرز.

ورغم ذلك، لم تتردّد في الإشارة إلى الأعطاب الهيكليّة التي تواجهها البلاد، وعلى رأسها قطاع الصحّة الذي وصفته بالأضعف داخل منظومة الخدمات الاجتماعيّة. وأوضحت أنّ نقص الموارد البشريّة في القطاع، الذي يبلغ نحو 30 ألف طبيب، يشكّل تحدّياً ضخماً لا يمكن تجاوزه خلال سنوات قليلة، بل يتطلّب استراتيجية إصلاح طويلة الأمد.

وأوضحت المنصوري أنّ الحكومة مطالبة بالشّفافية مع المواطنين، محذّرةً من الخطأ في التّرويج لفكرة إمكانية حل أزمة الصحّة بسرعة، ومؤكّدةً أنّ الإصلاح يتطلّب صرامة وتدرّجاً مستمرًّا مع تحديث الطّموحات في كل مرحلة.

وعن مسار الدّيمقراطية، أكّدت أنّ التّجربة الدّيمقراطية لا تقوم على الادّعاء بالكمال، بل على الجرأة في الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها، مع استعداد حزبها لتحمّل المسؤولية كاملةً، حتّى إن أدّى ذلك إلى تأثيرات على نتائج الانتخابات المقبلة.

واستشهدت المنصوري بالتّوجيهات الملكيّة التي تحث على تسريع تنفيذ البرامج الاجتماعيّة ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين، معتبرةً ذلك الإطار المرجعي الأساسي لأي إصلاح جاد.

وفي ختام كلمتها، دعت جميع الأحزاب إلى إجراء مراجعة نقديّة صريحة وجديّة لذواتها، مع تساؤل عميق حول أسباب فقدانها ثقة الشّباب، وخاصّةً جيل “Z”، في المؤسّسات السّياسيّة والحزبيّة ومخرجات العمليّة الانتخابيّة.