في موقف جماعي غير مسبوق، حمّل قادة الدّول العربيّة والإسلاميّة، خلال القمّة الطّارئة المنعقدة اليوم بالعاصمة القطريّة الدّوحة، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصعيدها الخطير، الذي استهدف حيًّا سكنيًّا في قلب العاصمة القطريّة، معتبرين أنّ غياب المحاسبة الدّوليّة وصمت المجتمع الدّولي شكّلا غطاءً لسياسات الإفلات من العقاب، ومهدّوا لتقويض النّظام العالمي المبني على القانون الدّولي.

وشجب المشاركون أي محاولات لتبرير العدوان الإسرائيلي، واعتبروها تهديدًا مباشرًا لجهود الوساطة الجارية، ومحاولة لإفشال المساعي الرّامية إلى حل عادل يُنهي الاحتلال، ويضمن الحقوق المشروعة للشّعب الفلسطيني. كما أعربوا عن رفضهم التّام للتّهديدات الإسرائيليّة المتكرّرة باستهداف قطر أو أي دولة عربيّة أو إسلاميّة، داعين المجتمع الدّولي إلى اتّخاذ خطوات رادعة ضد هذه الاستفزازات.

القمّة، التي عُقدت بدعوةٍ من أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجمعت قادة دول عربيّة وإسلاميّة من أعضاء جامعة الدّول العربيّة ومنظّمة التّعاون الإسلامي، شدّدت على أنّ التّضامن مع قطر في هذه اللّحظة هو تضامن مع كل الدّول العربيّة والإسلاميّة، وأنّ العدوان الإسرائيلي الأخير يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتّحدة، وخرقًا فاضحًا للقانون الدّولي وميثاق الأمم المتّحدة.

وبحسب البيان الختامي، فإنّ الاعتداء الإسرائيلي الذي وقع يوم 9 شتنبر واستهدف حيًّا سكنيًّا يضم مقار دبلوماسيّة ومرافق مدنيّة مخصّصة للوفود التّفاوضيّة، أسفر عن سقوط ضحايا مدنيّين من بينهم مواطن قطري، ويعد “تصعيدًا خطيرًا” يهدّد الأمن الإقليمي والدّولي، ويقوّض جهود الوساطة التي تقودها الدّوحة إلى جانب مصر والولايات المتّحدة.

كما ندّد القادة بإخضاع الأطفال الفلسطينيّين لحصار وتجويع ممنهجيْن، مؤكّدين أنّ إسرائيل تستخدم التّجويع كسلاح حرب، في خرق واضح للقانون الدّولي الإنساني. ودعوا إلى تسريع تنفيذ الخطّة العربيّة-الإسلاميّة لإعادة إعمار غزّة، وحثّوا المانحين الدّوليّين على المشاركة في مؤتمر القاهرة المرتقب.

وأعرب البيان عن ترحيب القمّة بتبنّي الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة “إعلان نيويورك” بشأن تنفيذ حل الدّولتيْن، وأشاد بجهود السعودية وفرنسا في هذا الإطار، مجدّدًا الدّعم للوصاية الهاشميّة على المقدّسات في القدس الشّريف، ولجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس.

وشدّد القادة على أنّ استهداف قطر، الدّولة التي تؤدّي دورًا حاسمًا في الوساطة والنّزاعات الإقليميّة، يشكّل تقويضًا خطيرًا للمساعي الدّبلوماسيّة، ويجعل إسرائيل مسؤولة عن التّبعات السّياسيّة والقانونيّة لهذا التّصعيد.

في ختام القمّة، ثمّن القادة استضافة قطر لهذا الاجتماع الطّارئ، وأشادوا بحكمة قيادتها وما وفّرته من دعم لوجستي ودبلوماسي، معبّرين عن تقديرهم العميق للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومؤكّدين أنّ توحيد الموقف العربي والإسلامي في هذه المرحلة يشكّل خطوة مفصليّة في مواجهة التّحدّيات المشتركة.